سواليف
تُراقب أغلب #مراكز_المناخ_العالمية سلوك #الدوامة_القطبية هذا العام والتي تتفرع منها المُنخفضات الجوية الشتوية، حيث حدث تغيير جذري على شكل الأنماط الجوية السائدة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بُعيد منتصف شهر يناير/كانون ثاني، مُتمثلاً بوجود #منخفضات_قطبية عميقة على الدائرة القطبية، وعلى النقيض تماماً هُناك في القارة الأوروبية سيطر مُرتفع جوي عنيد في طبقات الجو كافة إتسم بطول فترة مكوثه على نحوٍ غير مُعتاد في تلك المناطق وسط أجواء أكثر دفئاً وجفافاً من المُعتاد.
مؤشرات النمذجة الحاسوبية والخاصة بتتبع سلوك قيم الضغط الجوي ما زالت تستشعر وجود نمط مُشابه إلى حد كبير للقيم خلال شهر شباط/فبراير، وهو ما يعني/يُفرز استمرار سيطرة المُرتفع العلوي على غرب القارة الأوروبية مدعوم ببناء سطحي للمرتفع الأزوري، يتحرك على فترات مُختلفة لعُمق القارة الأوروبية ليسيطر على انحاء واسعة منها بمشيئة الله.
ما انعكاس ذلك على المنطقة؟
تأثرت الدوامة القطبية بدايات فصل #الشتاء باحترار ثانوي ومؤقت في طبقة الستراتوسفير والذي يحدث على ارتفاعات شاهقة فوق الدائرة القطبية الشمالية، هذا الاحترار لم يكن قوي بما فيه الكفاية لزعزة استقرار الدوامة القطبية بشكل خطير ولمدة طويلة، ومع دخولنا في شهر يناير/كانون ثاني بدأت الدوامة القطبية تكتسب صفة الثبات والقوة وهو ما فتح الباب أمام إندفاع جيد للكتل الهوائية القطبية بإتجاه جنوب شرق أوربا ولاحقاً شرق البحر الأبيض المتوسط بِعدّة زوايا مُختلفة بالإضافة للولايات المُتحدة الأمريكية التي عاشت الأجواء الأبرد منذُ عام 2014 ليس ذلك فحسب، بل من المُنتظر أن تتأثر مُجدداً خلال الأيام القادمة بعاصفة ثلجية تاريخية (العاصفة كينان) بإذن الله.
وعلى الرغم من أن هذا النظام الجوي إحصائياً وديناميكياً يُعتبر إيجابي لمناطق شرق البحر الأبيض المُتوسط، إلا أن تماسك الدوامة القطبية بشكلٍ كبير يحكم على أي حوض علوي بسرعة الحركة وعدم التعمق بالشكل المطلوب لتبقى الاندفاعات الباردة غير مدعومة بتغذية مستمرة، وذلك بسبب حدوث انخفاض كبير في عمود الضغط الجوي فوق الدائرة القطبية، بحيث ينتج عن ذلك انكماش للاحواض العلوية نحو العروض العليا ودوران التيارات القطبية حول مراكز الضغط العميق في الدائرة القطبية، سيّما وأن بلاد الشام وخاصةً الأجزاء الجنوبية منها تقع في نهاية عزم الأحواض الباردة. إلا أن هذا النظام الجوي مُستبعد أن يحافظ على قوته طيلة أيام شهر فبراير/شباط بحيث من المُرتقب أن تحدث تموجات قوية على فترات في #التيار_النفاث_القطبي وهو المسؤول عن التبادل الحراري بين المناطق القطبية والمناطق الاستوائية.
وهذا وراء توقعات مركز ” #طقس_العرب” بأن تسود اجواء جافة ومُستقرة ورُبما دافئة في بعض الأوقات على غير العادة في بُلدان المغرب العربي وغرب القارة الأوروبية خلال شهر شباط/فبراير للعام 2022، و في ذات الوقت وكتوابع تتدفق تيارات أكثر بُرودة من المُعتاد لمناطق شرق وجنوب شرق القارة العجوز وصولاً لشرق المُتوسط مُسببة هبوطاً مُعتبراً لدرجات الحرارة دون المُعدلات المُعتادة في مناطق أخيرة الذكر، وتكون ايضاً عُرضة لمنخفضات جوية ممطرة ورُبما بعضها بارد بشكل كاف لإحداث #تساقطات_ثلجية على بعض المناطق. ولكن بسبب وجود عوامل أخرى تدخل في التحكم في صياغة أنماط الطقس فإنه أيضاً يُتوقع أن يكون شكل النمط الجوي السائد في النصف الثاني من الشهر مُعقداً ويتمثل بتكدس كبير للبرودة القطبية في شرقي القارة الأوروبية ولا يعني ذلك دوماً ان تهبط الكُتل الباردة بقوتها نحو شرق المتوسط، اذ يتطلب ذلك تحقق العديد من الشروط الأخرى والتي لا يُمكن استشعارها إلا على المدى القريب حينها بإذن الله.
علاقة الأوزون بتماسك الدوامة الدوامة القطبية
بحسب البيانات المُعالجة والصادرة من المراكز العالمية فقد رصدت تدني لافت وقياسي في درجات حرارة طبقة الستراتوسفير في القطب الشمالي وهو الأمر الذي لم يحدث منذُ عام 2016 وسط تكدس كبير لغاز الأوزون. ويُعتبر غاز الاوزون المُتكدس في القطب هو نوع من أنواع الأكسجين إذ يعمل على تبريد التيارات الهوائية. وتتأثر هذه الظروف بسلوك موجات روسبي المكونة لهذه الأوضاع في أدنى طبقة الستراتوسفير وهي المكونة للمنخفضات والمرتفعات الجوية بمشيئة الله.
سنوات ماضية تتشابه بذات الظروف الجوية
هذه الظروف الجوية إذا ما قورنة إحصائياً بسنوات ماضية تتشابه معها أوضاع الدوامة القطبية (دون الأخذ ببقية المُعاملات)، فهُنا تبرز احتمالية انتهاء الموسم المطري بأمطار أعلى من المُعدل في بلاد الشام، ولعلَّ من هذه السنوات عام 2019/2020، إلا أن من الجدير ذكره أن بلورة النظام الجوي ينتج من محصلة العديد من العوامل والظواهر الجوية في النصف الشمالي من الكُرة الأرضية. وعلى النقيض تماماً فشهدت عموم مناطق الوطن العربي العام المُنصرم (2020/2021) تَبِعات الضعف الحاصل على الدوامة القطبية في ذلك الوقت، بحيث شهِدت بلاد الشام على سبيل المثال حالات مطرية مُتباعدة زمنياً وجغرافياً يفصل بينها موجات دافئة أفزرت تبايناً كبيراً في درجات الحرارة من فترة لآخرى.