#الخيانات و اختراق #العملاء من اجل استهداف المدنيين و #المقاومة_الوطنية.
بقلم: المهندس محمود “محمد خير” عبيد
الخيانة فعل حقير مهما كانت الدوافع و الأسباب، و هي وصمة عار على جبين مرتكبيها مهما مر الزمان عليها سوف تلاحق الخونة و الخائنين لأمتهم و اوطانهم و شعوبهم الى يوم الدين و سوف يذكرهم التاريخ بخياناتهم و عمالتهم مهما حاولوا تزوير التاريخ بسلطانهم و قوتهم و بأسهم فكل قطرة دم سالت او تسال بسبب الخيانات سوف يحاسب الخائن عليها بقدر ما سوف يحاسب عليها القاتل و المجرم لأن المجرم استثمر خيانة الخائن و المعلومات التي اوصلها اليه في القتل واهدار الدماء البريئة و استباحة الأوطان، للأسف الخونة في عالمنا كثر و هم من عبدة الدرهم و الدينار و السلطة ممن يعملون على بيع اوطانهم و شعوبهم وضمائرهم للمجرمين و المستعمرين و المحتلين والكيانات الغاصبة لأرضنا و اوطاننا من اجل سلطة و تبوأ عرش اومن اجل حفنة من الأموال ليعملوا على ايداعها في مصارف اسيادهم و توريثها لخلفائهم في الخيانة و العمالة و الغدر وليمدوا في طغيانهم على شعوبهم، فالخونة على مر التاريخ كانوا في الماضي، وموجودون في الحاضر، وسوف يبقوا موجودين في عالمنا حتى قيام الساعة، وخونة الماضي ذكرهم لنا التاريخ و كتبت أسمائهم بروث الحيوانات، وخونة الحاضر من نعاصرهم اليوم هم أصحاب التنسيق الأمني و من يلهثون خلف التطبيع مع مغتصبين الأرض و قاتلين الشعوب و مدمرين الحضارات, بائعين الأوطان و الشعوب الذين يناصرون الباطل على حساب الحق و ينتصرون للباطل على حساب أبناء جلدتهم تحت ذريعة انهم الخائفين على سلامة الشعوب و الأوطان سوف يذكرهم التاريخ مستقبلاً كما ذكر الخونة الذين سبقوهم و سيكون مقرهم مزبلة التاريخ و يداس عليهم بالنعال، و الخيانات هي الجانب المظلم في تاريخ الإنسانية.
يحفل التاريخ بالعديد من الخيانات التي عملت على تغيير مجرى التاريخ و بدلت الجغرافيا, بدءا من خيانة بروتس الذي خلده التاريخ كأكثر الشخصيات خيانة على مر العصور، بعد أن انقلب على حليفه الأوّل وقاتل والده بومبي العظيم، وتسبب في قتله، ثم خيانته ليوليوس قيصر، الذي قرّبه منه، والتآمر على قتله, مرورا” بالخيانات العربية والإسلامية منذ بزوغ شمس الحضارة الإسلامية للقضايا الوطنية التي سقطت الأندلس بسببها و انتهاء” بالخيانات والمؤامرات التي منيت بها الإمبراطورية العثمانية من خلال اختراقها من خلال اليهود و الأحزاب الموالية لها كجمعية الاتحاد و الترقي وحركة تركيا الفتاة إضافة الى خيانة الولاة الذين ولاهم السلطان العثماني على المشرق كجمال الدين السفاح و غيره ممن ولوا على المناطق الأخرى في منطقتنا والذين نتيجة خيانتهم سقطت الدولة العثمانية وتفتت هذه الإمبراطورية الى دويلات و أقاليم و قوميات هشة يسيطر عليها المستعمرين الصهاينة و زبانيتهم وهو ما يعاني منه مشرقنا حتى يومنا هذا بعد مائة عام على سقوط الدولة العثمانية فها هي التحالفات مع الصهاينة و الخيانات قائمة من اجل اسقاط ما لم يسقط بعد من مشرقنا مشرق الحضارة و الثقافة و الفكر في مستنقع الصهيونية و المؤامرات و التحالفات مع المستعمر من اجل الانقضاض على ما تبقى من مشرقنا من قبل الصهاينة و منحهم ارض لا يملكوها و لم تكن في يوم ملكهم او لهم فيها جذور و لم تكن لهؤلاء الخونة القادمين من الصحراء من اجل تأسيس كيان غاصب على ارض حرة و تهجير شعبها علينا ان لا ننخدع بالشعارات التي يصدح بها صباح مساء أعوان الصهاينة و صبيتهم من شعارات الممانعة و التصدي و الاستنكار و ما ينبحوا به ليل مساء على وسائل الأعلام و في المنابر الدولية فهم لو لم يتنازلوا عن ارض فلسطين و أجزاء من هذا المشرق لما كانوا اليوم على عروشهم فخيانتهم كان الثمن للعروش التي يعتلوها اليوم , فها هي حرب الجواسيس ما زالت قائمة على كافة المستويات فمن يعمل على اختراق المقاومة اليوم في كل مكان من اجل إيصال قذارتهم و نذالتهم و دناءتهم الى الكيان الصهيوني هم موجودين بيننا و من أبناء جلدتنا غرتهم السلطة و المال على حساب أرواح أبناء جلدتهم و كرامة ارضهم و اوطانهم, فليس من المعقول ان كل ما حصل و يحصل في لبنان و غزة من اختراقات و اغتيالات جاء صدفة او نتيجة اختراقات الكترونية ليس للقذارة البشرية يد فيها.
ان الخونة الذين يقيمون بيننا ويصدحون بالشعارات الكاذبة ويمثلون على شعوبهم انهم هم أنصار الصمود والتصدي للكيان الغاصب و انهم مع الحق الفلسطيني و مع حق ان يعيش أبناء المشرق بأمان و سلام على ارضهم و يصدرون البيانات و المبادرات الكاذبة الملتحفة بالخيانة و الكذب و الخداع صباح مساء هم نفسهم من يتحالفون مع العدو الغاصب و يخونون اوطانهم و شعوبهم وهم من يصنعون النصر الوهمي للكيان الصهيوني اليوم و هم من صنعوا النصر للكيان الغاصب عندما احتل ايقونة مشرقنا فلسطين عام 1948 و نشروا الرعب في قلوب أبنائها و حثوهم على هجرة وطنهم و انهم سوف يعودون الى أماكن سكناهم خلال أسبوع بعد القضاء على الصهاينة في تمثيلية محكمة تم إخراجها من قبل الوكالة الصهيونية و المستعمر البريطاني و الممثلين من القيادات الخونة في ذلك الحين, فهذا التاريخ ما زال قريب و ليس بالبعيد عاصره ابائنا و اجدادنا.
دوماً للخيانة رائحة نتنة، سواء كانت خيانة بين الأصدقاء أو خيانة الأوطان. فالخيانة هي الفعل القبيح الذي يأتي من مأمن فتكون الطعنة قاتلة، إن ثقافة الفرسان والنبلاء الذين نفتقدهم في يومنا هذا وهم من يأنفون الخيانة وينبذون من يأتيه، فالخائن مهما كان موقعه ومهما كان منصبه على هذه الأرض سوف يوصم حيا” او ميتا” برذائل كثيرة، فهو جبان وكاذب وجشع وانتهازي. فهو ليس وفياً لصديق أو وطن. هو غجري القِيم إذ يرتحل مع المواسم مجرداً من أي فضيلة، كيف لنا أن نتيقن من وجود الخونة بيننا و هم في اغلب الأحيان يعتمرون طاقية الإخفاء، فعندما تكون الاتهامات عشوائية، تأتي التصفيات فادحة، فتهمة الخيانة السياسية هي الطريق الأقرب إلى التصفية جسدياً. وحيث ان الخيانة في الأغلب تعمل على ارتداء طاقية الإخفاء فإن الإمساك بالخائن في حالة تلبس يُعد أمراً صعباً، لذا كثيرون يبحثون عن أدلة قاطعة ليكون وجهاً لوجه في مواجهة الخيانة، ذلك العدو الأشر للأوطان.
تتنازع دوماً الرغبات الهشة من اجل بيع الثمين مقابل الرخيص. لذا الخائن دائما” سوف يبقى موضع تحقير حتى و لو بعد حين سوف تنكشف الحقائق مهما تم محاولة تزوير التاريخ و تلميع الخونة و ساندهم العالم بفعل خيانتهم, قد نتفق او نختلف مع نابليون بونابرت من استعمر بعض من بلداننا و لكن نتفق مع مقولته الشهيرة “الخائن لوطنه كالسارق مال والده ليطعم به اللصوص، فوالده لن يسامحه واللصوص لن تشكره” كذلك الخائن المستعمر لن يامن جانبه و الشعوب الأوطان التي قام بخيانتها سوف يرموا به و بتاريخه في مزبلة التاريخ و سوف تبقى خيانته وصمة عار الى ابد الأبدين, الخيانة العظمى لم تكن في يوم خيانة العروش و السلاطين انما هي خيانة الأوطان و خيانة القيم و المبادئ, فالمفهوم اللغوي للخيانة العظمى للوطن، هي متمثلة بالغدر وعدم الإخلاص وجحود الولاء، إلا أن مفهومها، كمصطلح قانوني هو ما يتعلق بمفهوم الدولة و النظم القانونية و السياسية, فمصطلح «الخيانة العظمى» في معاجم دولنا يتمثل في وصف الخيانة للحالة السياسية ليس له علاقة بالأوطان في المجمل أكثر منه تعريفاً لجرم قانوني محدد. فنظراً لوجود الالتباس بين مفهوم الخيانة والمعارضة السياسية في اقليمنا، فكثيراً ما توجه تهمة الخيانة العظمى للوطن والعمل ضد مصالحه للمعارضين لرؤوس الدولة أو بعض أعمالهم وسياساتهم، أو حتى للمنتقدين لهم، ماذا عن من يخونون مقاومتهم و اوطانهم و أبناء جلدتهم من سوف يأخذ حق الأوطان و الأنفس البريئة التي ذهبت هباءا” منثورا” نتيجة خيانة البعض و تقديم أرواح هؤلاء الأبرياء للصهاينة على طبق من ذهب, لو كان احد الخونة الكبار من تم اغتياله او ازهاق روحه لقام العالم منتصرا” لهذا الخائن و لكن الأرواح البريئة التي تباد كل يوم في غزة و لبنان ليس هناك من ينتصر لها سوى خالقها.
إن اختلافنا في فهم الخيانة قد يبدو للوهلة الأولى واضحاً، فهل المعيار هو خيانة الوطن ومصالحه أم خيانة السلاطين وأصحاب العروش، هل المعيار هو انظمتنا ام شعوبنا، هل يمكننا ان نصف خضوع سلاطيننا لإملاءات الاستعمار ضد مصالح الأوطان بأنه خيانة.
أما الطرف الآخر لمعادلة الخيانة فهو المسبب الرئيس لها، فلولا وجود الوطن لما كان للخيانة قيمة ووجود، فوقع الخيانة هو أسوأ ما يواجه الإدراك البشري والأكثر تأثيراً في الانفعالات الإنسانية، وجرحها لا يندمل ويحرق مهشماً كل أمل وبصيص ثقة في الآخر. والأسوأ يقع عند تبرير الخيانة بتقصير الطرف الآخر، سواء كان بإدانة الحكومة أو من لم يسأل عن أمانته وعدم الوعي بحاجات الخائن سواء المادية او المعنوية الذي لو تم استثمار العواطف في زرع الحب والانتماء لما وصل حال الأمم الى ما وصلت اليه. ان الخيانة في شتى الكتب والأديان، هي انحراف سلوكي، وهي أقوى سلاح ضد الثقة من الممكن أن يمتد تأثيره حتى بعد إدانة الخائن ومحاسبته، فالخيانة ترتبط ارتباط قوي مع الأهداف الشيطانية، فالشيطان هو شريك الأنسان الضعيف في الغرائز وتقلبها وصفاتها الملحة المتعددة، من حب المال إلى حب السلطة وحب الشهوات إلى حب الذات. بالإضافة الى العوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي تلعب دوراً في تكوين التركيبة النفسية، فكل إنسان يخبئ في طيات نفسه نوازع الخير والشر معاً. فالصالح هو من يجاهد نفسه، والطالح هو من ينقاد وراء الشبهات في القول والفعل.
فسلوك الخائن يبرز من خلال انعدام المسؤولية الخلقية والأخلاقية، فها نحن نجد الخائن يعمل دائماً على تبرير الأسباب لأفعاله حتى لو كان هذا التبرير لنفسه فقط، حتى ولو تبقى من ضميره جزء يجعله يدرك أن خيانته غير مقبولة، فهو يبرر لذاته جرائمها ويحاول التنصل من مسؤوليته تجاه تأنيب الضمير. وبمرور الوقت يتغلب الطمع الغريزي وشهوة السلطة والجاه على ما تبقى من مبادئ كانت في ذاكرته من بقايا التربية والمشاعر السليمة، ويطغى عليها دوره المسيطر عليه في لعبة الخيانة دون التفكير بعواقبها. وعند هذه المرحلة يتمكن من له مصلحة في هذه اللعبة المنحرفة، ويقوم بتدعيم هذا السلوك الأناني وتدريب الخائن أكثر على تحوير كل ما حوله لمصلحته البحتة، وهو ما ينشده المستفيد من هذا الدور سواء كانوا أعداء الوطن أو أصدقاء السوء. كذلك تختلف حدة الخيانة من شخصية لأخرى، فهناك من يعمل بها تبعاً لحب الاستطلاع أو انصياعاً لرغبة، وهناك من يقوم بها نتيجة انحلال أخلاقي وهو لا ينفك يرتكب فعل الخيانة بشكل متكرر دون شعور بالذنب، فحينها يبدأ الصراع الداخلي بين رغبات الخائن وإرادته، فإذا كان الشخص ذا شخصية سوية استطاع عقله أن يكبح النزوة، أما إذا كان ذا شخصية غير سوية فلا حدود لمدى الأخطاء التي سوف يرتكبها.
ان خيانة الأوطان هي من أبشع الخيانات، فالوطن كيان يضم الأرض بموارده ومقدراته واهله وشعبه وحضارته وتاريخه وثقافته، لذا كانت خيانة الأوطان والشعوب واستباحة مقدراته تسمى خيانة عظمى. إذ لا فرار من هذه التهمة إلا بالموت على المقاصل أو المشانق و هو ما قام به الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم) مع يهود بني قريضه عندما قاموا بخيانة المسلمين في غزوة الخندق حيث قتل الرسول رجالهم وسبا نسائهم واطفالهم لأنهم خانوا خيانة عظمى أثناء غزوة الخندق، فكانت عقوبتهم شديدة لكبر الجرم الذي اقترفوه, فكل من يقف أمام إرادة الشعب الثائر او مصلحة الوطن مهما كان منصبه ويرمي بهذه التهمة يجب التخلص منه و سوف يرمى الى مزبلة التاريخ فكم من خائن يجب ان يحاسب و يرمى الى مزبلة التاريخ يداه ملطخة بدماء الأبرياء من أبناء لبنان و فلسطين نتيجة دعمه و تعاونه مع الصهاينة المجرمين, فالقاتل ليس من يقتل بالسلاح, انما القاتل هو من يشد على يد القاتل و ينصره من اجل قتل الأبرياء و من ينتصرون لأرضهم و قضيتهم.
كثيرون في التاريخ السياسي، نساءً ورجالاً، كانوا، ملوكاً أو رعاعًا سُفكت دماؤهم على مصاطب الإعدام بتهمة الخيانة العظمى. وكم من خائن يعيش بيننا اليوم يستحق القتل والأعدام نتيجة خيانته لشعبه وارضه وقضيته وتحالفه مع المستعمر والعدو ولم يصدق عهده مع شعبه و وطنه و نقض قسمه و ذلك انتصارا” لمغريات سلطوية او مادية سوف يقدمها له المستعمر و العدو متناسيا” ان خيانته سوف تظهر ان اجلا” ام لاحقا” و سوف يداس بالنعال قبل ان يلقى في جهنم و بئس المصير لما اقترفته يداه من جرم بحق البشر.
ها هم الصهاينة يراهنون على محاربتنا بالخونة من حلفائهم من أبناء جلدتنا قبل ان يراهنوا على قتالنا بأسلحتهم و هذا هو حالهم منذ ان قاموا باحتلال ايقونة مشرقنا فلسطين بخيانة أولياء الأمر في حينها من قاموا بتقديم ما لا يملكوه و الذي هو ملك و حق لشعب فلسطين الى الصهاينة, و ها نحن اليوم نحاربهم بالمقاومة المؤمنة الصادقة, التي صدقت العهد و الوعد من أبناء فلسطين و لبنان الذين يحاربون باسم و نيابة عن امة تعدادها 350 مليون نسمة, فخيارات الصهاينة بترسيخ احتلالهم و توسعهم في المنطقة محصورة من خلال الإبقاء على محيطها الإقليمي وشعوب هذه المنطقة في حالة تخلف اقتصادي وعلمي وعسكري وعدم استقرار وفرقه، ومحاربة الديمقراطية ودعم الدكتاتوريات المتعاونة معها و العاملة على التطبيع مع كيانها إضافة الى احباط شعوب هذه المنطقة و اشغالهم بأمنهم الغذائي و الاقتصادي, كذلك يسعى الكيان الصهيوني و حلفائه الإقليميين و الدوليين على شيطنة المقاومة ومحاربتها و العمل على نزع فكر المقاومة من رؤوس الشعوب المؤمنة بتحرير الأرض و عودة الحق لأصحابه لأن بالمقاومة فقط من سوف تعمل على قلب الطاولة على الكيان الصهيوني و حلفائه و جواسيسه وحسم المسألة لصالح الشعب الفلسطيني, فهزائمنا كانت و ما زالت و ستبقى دائما” متمحورة حول الخونة و الخائنين و المطبعين مع الكيان الصهيوني و التي يعمل على قيادتهم حكام و سلاطين خاضعين للإرادة و المنظومة الصهيونية و الأمريكية و الذين اصبحوا ضرب رهيب من ضروب الخداع من اجل تزوير ارادة الشعوب من خلال كتم صوتها وتقييد حركتها وحريتها ، وصمودنا سوف يستمر بالمقاومة الحرة المخلصة و التي تسعى الى تحرير الأرض و الأنسان.