هكذا لعب هردبشت / يوسف غيشان

هكذا لعب هردبشت
في ذلك الزمان ، قبل انتشار التلفزيون والفيديو والكمبيوتر والإنترنت والدندن ورسن ، كانت أقصى أحلامنا تتجسّد في الحصول على لعبة السلم والحيّة ، وهي لعبة ما تزال موجودة حتى الآن في الأسواق.
اللعبة متعبة ومرهقة ، لكنّها البديل الوحيد عن ورق الشدّة ، خصوصا أيام الشتاء الطويلة.
تقوم اللعبة على رمي زهرتي نرد وجمع الحاصل من أجل أن تنقل قطعتك من رقم إلى رقم آخر صعوداً حتى تصل قبل الخصم إلى الرقم الأخير في أعلى الصفحة (بعض الأنواع كان يتم ترتيبها هبوطاً من الأعلى ).
التعب والارهاق كان يتأتّى من أن قطعتك عندما ترسو على صورة رأس أفعى كانت تعيدك إلى الصفوف السفلى التي صعدت منها بشقّ النفس .. تتحامل على نفسك وتعاود الصعود ، فتقابلك رأس أفعى أخرى ، فتعود إلى أسفل السافلين .. ولا تصل – إن وصلت أصلا – إلى رأس الصفحة ، إلاّ وتكون قد استنفذت كامل قواك الذهنية والجسدية والنفسية.
طبعا، لا بدّ من القول أنّك تستطيع الصعود إلى طبقة أعلى حين تصل قطعتك إلى منطقة فيها رأس سلّم ، لكن هذا قليل الحدوث ، وغالباً ما تعترضك الأفاعي من مختلف الأنواع والأحجام والأطوال .
اللعبة الجديدة المطروحة في الأسواق حالياً من السلّم والحيّة ، تختلف فيها السلالم ، وقد قاموا ب(تعديل) الحيايا والأفاعي ، وأضافوا بعض العناكب والعقارب ، واستقدموا أنواعاً أخرى لم تكن معروفة في زماننا ، لكنها تشترك جميعها في أنّها قادرة على رَمْيك في أسفل سافلين.
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت))الصادر عام2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى