يا رأس الدولة.. الداخل هو الحل

يا رأس الدولة .. الداخل هو الحل

عمر عياصرة
كل الباصات من حوالينا مشيت في طريقها، الا الباص الاردني، تردد، تأخر، تخوّف، فشل، كل ذلك ليس بالمهم، الاهم كيف نتصرف الان لمواجهة اللحظة الصعبة التي يعيشها البلد، والتي تحتاج الى كل غيور ووطني.
ما اشبه اليوم بالامس، اكاد اجزم ان دولتنا تعيش في «تعرّي رأسها» اقليميا، ما يشبه الفترة التي تلت قمة الرباط 1974، التي قررت فك الارتباط بين الاردن والقضية الفلسطينية، وبين البلد والفلسطينيين.
لا مكان للتلاوم حول المسؤول عن حالتنا التي وصلنا لها، ولا داعي للتذكير بأزمتنا المالية التي تحتاج الى كثير من الالم الشعبي، فالمطلوب هو الخروج من كل ذلك، دون مزايدات وحسابات ضيقة.
نحاول الانفتاح على المكونات العراقية، واظنها لن تكون بالخطوات الفارقة، فقطار استغلال الجيوبولتيك مر بعيدا عن ديرتنا، ونحتاج لوقت ابعد وظرف مختلف للحاق به.
اذا ما الحل؟ في 1974 نصحت النخبة السياسية الشجاعة الملك حسين بأن يتمتع برؤية جديدة تعوّضه عمّا فقده، وانه لابد من الالتفات للداخل، وبناء دولة حديثة تتميز بما تفتقده الدول العربية الاخرى، ونصحوه بالسماح للعمل الحزبي، واطلاق عملية سياسية حقيقية.
ما هي خياراتنا اليوم الا اطلاق عملية ترشيق لحياتنا السياسية، تعزز الديمقراطية وتظهرها على شكلها القريب من الحقيقة، ما احوجنا الى اصلاح منطقي وعملي وحقيقي.
أظن ان حالة اصلاحية جدية، هي البديل الوحيد لتوجيه رسالة واضحة للاقليم بأننا هنا، فهناك في الجوار من تضغط عليه حياتنا التشاورية اكثر من الجيو سياسي.
ومن ناحية اخرى سيكون هناك فرصة اكبر لتجاوز ازمتنا الاقتصادية بأقل التكاليف والاخطار، لسنا امام ترف الانتظار او التردد، ولعلها نصيحة لرأس الدولة ان نلتفت للداخل ونبحث فيه عن صيغة لإعادة البوصلة الى عمان ونحوها.
ثورة بيضاء يا جلالة الملك، تقودها انت ومن خلالك، تدشن فيها رسائل سياسية عميقة تعيد لنا الاعتبار في الاقليم وتضغط على من تجاهلونا، انها الحل يا رأس الدولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى