القضية الفلسطينية مصيرها مرتبط بربيع العرب
مهما قيل ومهما يقال عن الربيع العربي , وعن اللاعبين الذين يحاولون التحكم به وتوجيهه فإنّ هذا الربيع هو ثورة شعبية تتجذّر يوما بعد يوم , ووجودها بصورة بائسة في بعض الأقطار وغيابها الظاهري في أقطار أخرى لا ينفي وجودها , ولا يدلّ على أنّها موسم عابر , وسحابة صيف لا تلبث أن تنقشع , فموجباتها موجودة في جميع الأقطار , والمسألة مسألة وقت , فالنظام العربي القائم قد استهلك ولم يعد صالحا لإنسان الألفية الثالثة مهما حاول المنتفعون به حقنه بحقن تطيل في عمره .
واستعباد الغرب للشرق وصل إلى درجة لا تحتمل , ولم يعد معقولا ولا مقبولا أن يتنعم قسم من شعوب الأرض (الغرب ) على حساب شقاء الشعوب الأخرى , وخاصّة الشعب العربي الذي يمتلك من مقومات القوة والنهوض ما لا تملك أقوى الشعوب معشارها
والنظام الدولي والمنظومة الدولية قيد الاضمحلال والتلاشي , فلن تقوم حضارة مهما بلغت من القوّة والتقدم على حساب الغالبية العظمى من البشر الذين يتجرعون البؤس , ويتقلبون في جحيم الشقاء
. والكيان الصهيوني العنصري البغيض هو أحد مكونات هذه المنظومة الدولية الظالمة ومن أدواتها , وطوفان الثورة العربية سيغرقه كما سيغرق غيره من الكيانات الوظيفية التي تستمد شرعيتها وقوتها من الغرب
وأهل فلسطين لن يراهنوا على تنظيمات استهلكت , وتماهت مع المنظومة الدولية الظالمة وأصبحت جزءا منها , ولكنهم يراهنون على طفل الحجارة , وثورة السكاكين لتصبح ثورتهم جزءا من الثورة العربية العارمة التي يرتعب منها من لا يعرفون كيف تتحرر الشعوب وكيف تنهض , وكيف تحطم القيود والأسوار ,
أمّا الذين يعرفون سنن الله في الحياة فإنّهم يعلمون أنّها ضرورة ستنتهي بالنصر والتمكين لهذه الأمّة التي طال ليلها , والتي آن الأوان أن تنهض من كبوتها , وقد فعلت وإن كانت لا تزال تتخبط , ولكن قسوة الأحداث , وشراسة العدو ستجعلها تكتشف طريق عزتها , وحريتها ……….. منى الغبين
