سواليف
شرارة وعود كبريت، هذا ما يمكن به وصف الزوجين في حالة الخلاف، فكل منهما – في هذه الحالة – يقف على عتبة الاشتعال، مستعداً لخوض حربٍ زوجية، الخاسر الأكبر فيها هم الأبناء، متناسيين أنهما عاشا تحت سقف واحد أعواماً طويلة، وشهدا معاً لحظات واجها فيها الحياة بحلوها ومرها، وكانت جدران بيتهما شاهداً على مشاعر وأحاسيس قضى عليها التسرع وقلة الوعي، وزادتها التراكمات اشتعالاً، فأصبح السكوت عنها مهمة شبه مستحيلة.
هنا، يتحول بيت الزوجية إلى ساحة معركة، ويتحول الزوجان إلى طرفي نزاع، ولكن رغم ذلك، تمتاز خلافات الأزواج – عن غيرها- بروح الفكاهة، ويطغى عليها الحس الكوميدي، لا سيما أن كثيراً منها يكون سببه تافهاً، ليكبر في غفلة من الوعي دون مبرر. «البيان» تواصلت مع المحامي والمستشار القانوني عبدالمنعم بن سويدان، الذي روى بعض الخلافات الزوجية الطريفة، مؤكداً أن بعض الأزواج يحاولون التحايل على القانون للحصول على ما يريدون، ولإرضاء رغباتهم.
توجيه أسري
وعن أحد المواقف الطريفة قال: في واقعة حدثت في دبي، وبطلاها زوجان تطلقا بسبب المسلسل التركي «نور»، إذ كانت الزوجة تقضي جل وقتها أمام التلفزيون لمتابعته، وهو ما أزعج زوجها الذي بدأ يشعر بإهمالها له، ما دعاه للجوء للمختصين في التوجيه الأسري، ليساعدوه في نصح زوجته، واجتمع المختصون بالزوجين، وتحدثوا مع الزوجة وأوضحوا لها دورها وواجباتها وحقوق زوجها عليها، واقترحوا عليها تخصيص وقت لمتابعة المسلسل، وهو ما رفضته الزوجة رفضاً مطلقاً، ما تسبب في حدوث الطلاق بينهما.
كيد النساء
وفي حادثة أخرى، قال بن سويدان: كان هناك رجل متزوج ولديه أبناء، ولكنه تزوج على زوجته دون علمها، وبعد معرفتها بذلك بدأت الخلافات بينهما، ووصلت إلى المحاكم، لينتهي الأمر بينهما بالطلاق البائن، وذهب كل منهما في حال سبيله، وبعد فترة فوجئت بأن المرأة تريد العودة لطليقها، فأخبرتها بأن هناك أموراً شرعية كالمحلل وما إلى ذلك، ويجب عليها اللجوء فيها للمفتي، وخلال تلك الفترة عادت لبيت الزوجية وعاشت مع أبنائها، بينما كان طليقها في بيت آخر، وحدث أن توفي الرجل بعد ذلك، لتفاجئني المرأة باتصال هاتفي تخبرني فيه أنها تريد حقها من الميراث، فأخبرتها بأنها لم ترجع لطليقها بأمر قضائي ولا عن طريق المحكمة، لتجيبني بأنها وطليقها كانا متفقين على الرجوع لبعضهما وهذا هو الأهم، وطالبت بأن تحصل على حقها من الميراث كي لا تنفرد الزوجة الجديدة به وحدها.
وأشار عبدالمنعم بن سويدان أن هناك بعض الأزواج والزوجات يحاولون التحايل على القانون للحصول على ما يريدون، وهو ما يعيه المحامي والقاضي جيداً. وقال: نحن القانونيين يجب أن نراعي الله في كل الأمور، ونقدم الرأي الصائب وفقاً للشرع والقانون، ولو وافقنا على مثل تلك الأمور فسنكون مشاركين في جريمة، ولذا، أنصح زملائي في مجال القانون ممن لا يمتلكون خلفية شرعية ألا يقدموا أي فتوى أو استشارة، فهناك مختصون في مجال الشريعة وهذا دورهم، فهناك قضايا كثيرة تحتاج للمرور على المفتي أولاً قبل مرورها على رجل القانون.
قضايا خاسرة
وعن القضايا التي يرفضها، قال بن سويدان: هناك قضايا خاسرة، وفي مثل هذه الحالة أصارح صاحبها من خلال خبرتي، وأخبره موقفه من القضية؛ لأنني لا أتعامل مع عملي كتجارة، كما أسعى جاهداً للإصلاح بين الزوجين بغض النظر عما سأحققه من ورائها من عائد مادي؛ لأن عملنا أمانة، ولذا، أسعى بأي طريقة لإقناع الزوج أو الزوجة حتى لو كان موقفه قوياً جداً من القضية، بأن يصبر أو يفكر بأبنائه.
نصيحة
نصح عبدالمنعم بن سويدان أي زوجين بالتفكير جيداً قبل اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى هدم المنزل وتشتيت الأبناء، داعياً الزوجين إلى الصبر والتحمل، ومحاولة حل مشكلاتهما وحدهما، وفي حال فشلهما في ذلك، يمكن أن تكون المحكمة هي الخيار.
البيان