#بسام_الياسين
زلزال #الفساد ترتفع وتيرته،تتسع دائرته،تزداد قوته التدميرية. فساد ذوي الضمائر المعلولة،لم يترك زاوية الا خلخلها وضعضع بنيانها،حتى قالت العامة لبؤس اوضاعها :ـ ليس لدينا ما نخسره،بعد ان خسرنا كل شيء.النخبة بممارساتها افسدت #القيم و مسختها،ولما ضاقت الاحوال حد الاختناق،استيقظت العامة من غفلتها افزعها ما حولها خراب،بينما النخبة لم تستطع لملمة ما اقترفت يديها،لادراكها ان زمن انتهى زمن التعمية،والجماهير المحبطة لن تسامحها على قلب حياتها الى كوابيس مفزعة،جهامة مستديمة،كآبة لا ينجو من براثنها الا من هرب بجلده،معتصماً في مغارة نائية،بعد ارتفاع منسوب طوفان #المخدرات، #المشاجرات، #الجريمة،شغب الملاعب،ناهيك عن #المدينونية_الفلكية و #البطالة الشبابية.
آفة الفساد المزمنة،لا تحتاج الـى “هيئة” للمكافحة، وان كانت ضرورية،بل تحتاج الى ثورة ادارية،للاطاحة بـرجال الصدفة من الخوافين المختبئين خلف شعارات ممجوجة على شاكلة :ـ انتظر التعليمات،انا عبد مأمور.ما باليد حيلة، القرار من فوق”. فالهرب من المسؤولية سبب رئيس لضياعنا. فلا تحتاج لعبقرية لتكتشف،غياب الشخصيات القادرة على مواجهة الاخطاء والخطايا، انعدام ثقافة التحدي لدى الاكثرية الكاثرة،لسد الفراغ الهائل لبرلمان خائب ومخيب للامال،ينتهج اسلوب المساكنة مع الحكومة،كأنه في حالة عشق سرية غير معلنة،واعلام يعتمد لغة الطبطبة وصحافة شبه ميتة تعيش على رضّاعة مرضعة مستأجرة وتتنفس اصطناعياً.و نخبة كسولة اتكالية استعراضية للزينة والعنطزة،ومقالات انشائية مستهلكة، تغطي صفحات المواقع الاخبارية،لكنها لا تحرك شعرة،ولا تقدح زناد خلية،ولا ترفع طاقة ايجابية قيد انملة. هي اصبحت مشكلة بذاتها ،فبدلاً ان تكون الكتابة عنصراً مقلقاً لاهل القرار الخاطيء، اصبحت يكوراً كاحواض اسماك الزينة والعصافير المدجنة المعلقة في زوايا الفيلات الفخمة.كل هذا يؤشر اننا في محنة كبيرة.
الساحة باتت سيركاً للصراع،الخاسر فيه غالبية لا سند لها،بعد ان كسرت النخبة ظهرها،من كثرة احمالها.بالله، ماذا يقول حملُ وديع، لذئب جاءه يسعى لجعله وجبة ؟!. وكيف تتصرف حمامة وادعة،عندما يهوي عليها، صقر جارح ليطبق على خناقها، ويتحلى بفراخها امام عينيها. الحق اقول، اننا نعيش عراك ديكة و نتف ريش،فيما الوطن يُحْلبُ في دلاء النخبة… اما الاكثرية ـ الله لا يردها ـ، حيث كيلو البطاطا بـ ” نيرة ” وقلاية البندورة الشهية اصبحت ندرة.مع اننا تعلمنا،ان الوطن ايقونة مقدسة لا يجوز المساس بها ،لا تكية عثمانية مستباحة للتنابلة،والوطن يكبر بالتضحية لا بالالقاب الفخمة والمسميات الفارغة،و الوطنية ليست استعراضاً او مزايدة بل انجازات مثمرة بلا عمولة او سمسرة.اين كل هذا ام انها لعبة لإستهبالنا.
سقطت الستارة،وبان للعيان ان ارتداء مسوح الرهبان لا يعني الرهبنة،اطلاق لحية لا يدل على الورع ،طقطقة مسبحة لا توحي بالتقوى.كلها مظاهر خادعة حتى هرمنا.فالمواطن المغلوب على امره يقف على حافة الحافة،اما النخب المزهوة كطواويس مغرورة،تتفاخر باحتكار “السلطة والثروة والنفوذ “.نظرة خاطفة لحفلات زواج انجالهم ومآتم آبائهم،وبذخ سفراتهم،تدرك ان قارون لا يصلح حارساً على بواباتهم.لقد ضاعت اعمارنا لان القلة المُنعّمة هندست مجتمعنا بما يخدم مصالحها،فانسحبت الاغلبية الى جحورها وانكمشت على نفسها،ما اتاح لها ان تتقافز فوق الشجرة بحرية،و تتلذذ بالثمار وحدها،الاخرى مستسلمة مكتفية بالقشرة والبذرة الفارغة،و مسلمة شؤونها للقلة،علماً ان الشأن العام،هو شأن خاص بالاغلبية وحق من حقوقها.