دقي يا مزيكا

دقي يا مزيكا / يوسف غيشان

لما  تزايد الطلب على الفرق الموسيقية في مصر ذات زمن، ولم يستطع المعروض تلبية حاجات الطلب، ابتكر أحد رؤساء الفرق الموسيقية حيلة عبقرية، حيث قسم العازفين في الفرقة على ثلاث فرق ثم استأجر عددا من الرجال الذين لا يجيدون العزف، وأعطاهم الات موسيقية ووزعهم على تلك الفرق، وكان دورهم ان ينفخوا او يتظاهروا بالنفخ، وان يتظاهروا بالعزف على الآلات الموسيقية دون ان يخرجوا أصواتا.

كان العازفون الحقيقيون في الفرقة يقومون بالمهمة دون ان يلحظ الجمهور ان الفرقة مكونة من ثلاثة عازفين مثلا، والباقي كومبارس. وقد انتشرت هذه الطريقة في مصر انذاك حتى صار البعض يجلسون على المقاهي بانتظار العمل بمهنة (لابس مزيكا) كما كانوا يسمونها.

ربما كانت هذه الطريقة اسلوبا احتياليا ذكيا في وقتها وفي مجال الترفيه بالذات، لكنها تحولت فيما بعد الى طريقة معروفة للمطربات والمطربين الكبار وحتى الفرق المسرحية بأكملها، حيث يرافقون الموسيقى والاغنيات المسجلة … وهم يقومون فقط بفتح الفم او العزف ع الفاضي … كل اغاني الفيديو كليب هي من هذا النوع …حتى فيروز اتهمت قبل سنوات بأنها احيت حفلا بهذه الطريقة.

مقالات ذات صلة

لحد هون مش مشكلة (يصطفلوا):

لكن المشكلة حصلت حينما انتقلت هذه الحيلة الفنية الى بعض الانظمة العربية، حيث صار رئيس الحكومة العربية، الأغلب يشكل حكومته منه ومن اثنين او ثلاثة من الوزراء وبقية الوزراء من الكمبارس الذين لا يفعلون شيئا سوى اداء القسم، ثم صار يشكل حكومته بكاملها من الكومبارس.

اعجبت هذه الفكرة البعض فصارت تشكل الحكومات بكاملها من الكومبارس، حيث يتم استدعاء المكلفين لحلف اليمين الدستوري، ثم يتم جلبهم فيما بعد لتقديم الاستقالة بشكل ديمقراطي وحريص على مصلحة الوطن والمواطن.

ثم اختلط الحابل بالنابل، ولم نعد نعرف المزيكاتي من لابس المزيكا.

على كل حال احتياطا:

– دقي يا مزيكا!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى