دحلان مرة اخرى / احمد فرحان

دحلان مرة اخرى
دحلان الشخصية المثيرة للجدل، وقيل عنه عراب ثورات الربيع العربي، وقيل ايضا هادم مجد الثورات، كل ما قيل وما يقال قليل على شخصه، ليس بدهاء هذه الشخصية وذكائها، بل بذكاء ودهاء من استغل هذه الشخصية، وبأموال من مولها، لتكون شخصية يتهافت حولها الغني قبل الفقير، وكل من يظن انه سيربح سياسيا.
ما يهم في هذا المقال هو علاقة دحلان المباشرة بالقضية الفلسطينية، فلا يختلف شخصان على ان دحلان الذي ترعرع بين قيادات حركة فتح يتلقى اوامر مباشرة من الموساد الاسرائيلي، وانه بعيد كل البعد عن نضال الشعب الفلسطيني العظيم، الذي قدم الشهداء في سبيل قضيته.
وما يحسب لحركة حماس، انها عزلت هذا الشخص كليا عن القضية الفلسطينية بعد ما يعرف بتحرير السفينة2006.
الثوابت الفلسطينة الممتدة من الاسلام، في حق المقاومة، وتحرير فلسطين، وعودة اللاجئين، التي يتغنى بها كل من يريد الوصول لمنصب، دون تطبيق الحد الادنى منها، كانت مؤتمنه لدى حركة حماس، والتمسك بها كان عربون احتضان الشعب الفلسطيني لحركة حماس، ولكن ارجاع دحلان لغزة بهذا التوقيت بموافقة حماس لا يختلف عن التخلي عن الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني، لان هذا الشخص في جعبته كل الوسائل التي تتنازل عن حقوق الفلسطينين.
حماس ارتأت وطبقت ان الغاية تبرر الوسيلة، وبرأيي المتواضع ان التمسك بالثوابت الوطنية اولى من جلب المصالح الوطنية، والتي هي مصالح مؤقته.
جلوس دحلان بهذا الشكل، والقاء كلمة بالمجلس التشريعي الفلسطيني امام شخصيات من حماس ليس اهانة لحماس فحسب، بل اهانة لكل الشعب الفلسطيني، وسببها حماس اولا واخيرا.
البحث عن المقاومة في فصيل آخر، هو الان اولوية من اولويات الفلسطينين، لان دخول حماس في هذا المستنقع سيحرفها عن مسارها، وستسخدم قوتها في الحفاظ على هذه الصفقة المذلة.
كما في كل فصيل، يبقى هناك الشرفاء، كما نقول شرفاء فتح، فلن يخضع شرفاء حماس لاي مؤامرات من شأنها التخلي عن ثوابت الشعب اولا وثوابت الحركة التي تأسست على اساس المقاومة.
ولو حصل ان رضخت الحركة بأكملها لأي املاءات من شأنها ادخال المقاومة في لعبة السياسة فعلي حماس السلام كما فعلت سابقتها فتح، والمطمأن ان هذه المقاومة تنبع من جذور الشعب، وليست مرتبطة بفصيل او حزب، والمرابطون امام بوابات الاقصى الذين هزوا جبروت الاحتلال لهو اكبر دليل، والفصيل كان فتح او حماي او الجهاد او غيرهم ليسوا سوا عملية تنظيم لهذه المقاومة والنضال في وجه الاحتلال الاسرائيلي.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى