
في التعليم: ثالثا- العلوم…ما هدفنا من تدريس العلوم؟
الدكتور ذوقان عبيدات
يدور الجدول حول تدريس العلوم فيم إذا كنا نريد إنتاج علماء في مجلات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا أم نريد إنتاج باحثين أم مثقفين علميّا.
فالذين يرون إنتاج علماء يسرفون في وضع مناهج تفصيلية عن الذرة وتكاثر النبات والجدول الدوري والخريطة الوراثية، ولذلك يغنون المنهاج بالنظريات العلمية الدقيقة وبالمعرفة العلمية العميقة.
أما الذين يريدون إنتاج باحثين فيركزون على البحث العلمي ووضع الافتراضات وفحص الفرضيات، وضبط عوامل التجربة العلمية، فيركزون على مهارات الاكتشاف والبحث.
ويركز الطرف الثالث على الثقافة العلمية بمعنى ماهي الظاهرة العلمية وما تطبيقاتها وما هو العلم وما سمات التفكير العلمي، قد يشتركون مع الفئة الثانية وهي الباحثون في بعض النتاجات ويختلفون عنهم في المنهج.
وسؤال هذه المقالة: ما هدفنا من تدريس العلوم؟ هل هو إنتاج علماء أم باحثين أم مثقفين علميّا؟
يميل الكاتب إلى أن هدف المدرسة ليست إنتاج علماء، بل إثارة بعض الطلبة ليكونوا علماء في المستقبل، ولذلك فإن هدف العلوم هو الثقافة العلمية ومشاريع باحثين!! وبهذا يعتمد العلوم على الهدف والذي آراه:
حسب العلوم.
إثارة فضول المعرفة العلمية.
تنمية اتجاهات علمية موضوعية.
تنمية الإحساس بالتجربة والأدلة العلمية.
فأيهن نحن من هذه الأهداف؟ الفيزياء صعبة وكذلك الكيمياء
أما البيولوجيا فهي تلقين وحفظ يفيد في رفع معدل طالب القسم العلمي لا غير، لأن معلومات وحقائق البيولوجيا كسائر العلوم تتغير بسرعة وتتبدّل، حيث يقال: قد تتغيّر ثلثا معلومات كتاب البيولوجيا في المرحلة ما بين تأليف الكتاب ونشره أو وصوله إلى الطلبة!!
وبشكل عام فإن دراسة العلوم تتطلب الإلمام بآخر منجزات البحث العلمي، وإن ما تراه في كتب العلوم وما درسناه منذ عشرات السنين هو تاريخ علوم وليس علومًا، وإلّا كيف نفسر بأن الطلبة ما زالوا يدرسون نفس المعلومات التي درسها آباءهم وربما أجدادهم إن كانوا متعلمين!!
إذا حددنا هدفنا وسياستنا من تدريس العلوم فإننا نحدد محتويات وفهارس كتب العلوم، مع التأكيد على أن هذه المحتويات يجب أن تكون: الجديد في العلوم وليس تاريخ العلوم!!
إننا لا نعرف شيئًا عن جوائز العلماء ولماذا أخذوا هذه الجوائز وهذا ما يجب أن نركز عليه في تدريس العلوم.