الحياة الحزبية ليست أحزابا فقط!!

#الحياة_الحزبية ليست أحزابا فقط!!

د. #عامر_مقابله

الاعتقاد بأن الحياة الحزبية تنحصر أو تقوم على تأسيس أحزاب و الإنضمام إليها فقط، فهم خاطيء و رؤية قاصرة تحتاج الى إعادة نظر.
نعم الأحزاب مكون رئيسي و رافعة للعمل للحزبي المنظم لكنها ليست دليلا على حياة حزبية و تعددية حقيقية و نذكر هنا انه تاريخيا قامت كثير من الأحزاب بالانقلاب على مباديء حزبية أساسية و رسخت مفهوم الحزب الأوحد و القائد الملهم و جلبت الويلات و الكوارث لشعوبها و للعالم، فلا ننسى ان هتلر انتخب مستشارا لألمانيا عن طريق الحزب النازي، و موسوليني وصل للسلطة عن طريق الحزب الفاشي و نكل بمعارضيه و ألغى الاحزاب و لينين كذلك و غيرهم الكثير…..

خلاصة الحديث بأن الاستفاضة في تأسيس الأحزاب ليس دليلا على تعددية محمودة و حراك سياسي و اجتماعي و اقتصادي صحي و سليم يكون أساسا متينا لتجربة حزبية، بل قد يكون النقيض و مؤشرا على خلل و عزوف مجتمعي يتيح للكثير من الساعين و اللاهثين للمناصب، اللجوء الى الأحزاب كوسيلة للوصول الى مآربهم بينما غايتهم لم و لن تكون الوطن و المواطن و الخدمة العامة.

الحياة الحزبية تبدأ من حرية التعبير و الرأي و المشاركة و المحاسبة و النقد و سيادة القانون أي بكل بساطة تعزيز الحقوق الدستورية الواردة في المواد ٦،٧,٨، ١٥،١٦،١٧،١٨ ولا تقتصر على تأسيس حزب أو الإنتساب إليه!!
لذا فالأولوية هي تفعيل تطبيق مواد الدستور الأردني قبل الهرولة إلى تأسيس أحزاب في غالبها نسخ مكررة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى