الحمقى

الحمقى
محمد طمليه

ما يعجبني بحبيبتي الفاتنة / الممشوقة والحالمة / يعجبني رجولتها : تلك الجسارة ، والميل الفطري الأصيل الى التكسير ، وكيل الشتائم ، ومواصلة التنكيل دون رأفة او اشفاق : لو أنك تراها عندما تنفعل : كاسرة وشريرة ولا تأخذها في البطش لومة لائم . حتى انني افكر جديا بتسليم نفسي الى اقرب ” مخفر ” لقناعتي ان ” الزنزانة ” مكان بعيد عن متناولها : بجد ، اريد تهمة تتيح لي ان امكث في السجن إلى الأبد ، ولا يكون في مقدور فتاتي الناعمة / الحالمة / الرقيقة / أن تقتحم.

وهي متوترة منذ الصباح / منذ ان تفتح عينيها بعد نوم ناقص ، ومنذ أن يؤتى لها بالقهوة . ومنذ ان تقف قرب المغسلة لتغسل وجهها ، ومنذ ان تسدل الثياب على قوامها المياس لتخرج من اجل ان تزاول الغضب ، وإطلاق الشرر من عينين وقادتين . فقط لو انك تراها . و ” يا عاقد الحاجبين ، قتلتني مرات كثيرة “..
أنا بريء . ولم اقترف ذنبا / ولا حتى جنحة / تستوجب كل هذا الغليان . وانما أجتهد لامتصاص النقمة ، وإبطال المفعول ، وافشل بالطبع . وكثيرا ما يسألني الاصدقاء المشتركين : ” كيف تتحملها ؟ ألا تنفجر ، وترميها ؟”.
لا اجيب ، لأن هؤلاء الحمقى لا يعرفون أنني احبها هكذا..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى