الحكومة ونقابة المعلمين “فلت بفلت”! / د. مفضي المومني

الحكومة ونقابة المعلمين “فلت بفلت”!

دخلنا في الاسبوع الثالث لإضراب المعلمين، ماذا فعلت الحكومة والنقابة لحل الأزمة؟ ملاحظ انه لا يوجد اي جهود او مفاوضات حقيقية لفك الإضراب والوصول لحل يرضي طرفي المعادلة، وما حصل لتاريخه عدم اهتمام من الطرفين ولقاءات على استحياء لتسجيل مواقف امام الرأي العام وليس لحل المشكلة، الحكومة استخدمت ادوات بكل صراحه عقيمة وقديمة لا تصلح، والنقابة لم تحصل على اي شيء ولو من باب رد الاعتبار او (تحماية الوجه) امام المعلمين والطلبة وعامة الناس، والوضع لتاريخه يذكرني بالهوشات الصبيانية ايام زمان (وكل واحد ماسك بخناق الثاني فلت بفلت) وتستمر العملية بانتظار الحجيزه… .والحجيزه في موضوعنا معدومين.
ويبدو ان الحكومة مغلوب على امرها ولا تملك حلول ولا تملك ولاية الحل وتتمترس خلف مقترح المسار المهني وتفريعاته! والذي قيل فيه ما لم يقله مالك بالخمر… وان هنالك اجندات وغير ذلك مما يتداوله الناس على وسائل التواصل الأجتماعي.
إذا بقيت الأمور بهذه الطريقة، الحكومة تبحث عن شيطنة النقابة او المعلمين والنقابة تتهم الحكومة، وكلاهما يهدد بشكل مبطن فيجوز على الوضع ما قاله جرير متهكما عندما هدد الفرزدق الفارس مربع بالقتل (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً / أبشر بطولِ سلامةٍ يا مربع..!!)، وليبشر الطلبة والأهالي بسوء البخت وانقضاء الأسابيع لعل الحل يأتي!
ما تم وما يجب أن يتم كتبته في مقال سابق ولن اعيده لكني اؤكد على ما يلي:
1- الحوار العبثي حول قانونية الاضراب وشرعيته، فالإضراب مشرع وحق ضمنته معايير العمل الدولية والعهود الدولية بما يخص الحقوق للعمال والذي صادقت عليه المملكة، لذا يجب عدم البحث بذلك سيما انه لا يوجد تشريعات واضحة تحكم عملية الإضراب ومحدداتها يمكن الإحتكام لها قانونيا، ثم أن قطاع التعليم ليس من القطاعات الحيوية (Vital Sectors) كقطاع الصحة والمياه والكهرباء والتي يحظر الإضراب فيها لتأثيره على حياة الناس وسلامتهم حسب الشرائع الدولية.
2- لتاريخه لا يوجد تفاوض حقيقي كما أسلفت، وما تم وكما ذكرت جهود تتم على استحياء ربما لتسجيل مواقف اكثر من السعي الحقيقي للوصول لحل ومن الطرفين الحكومة والنقابة، ولم نرى إدارة ازمة من قبل الحكومة بالمعنى الحقيقي، فالنزاع لا يخرج عن نزاع عمالي مطلبي للمعلمين دون اي أهداف أخرى، وهنالك مئات النزاعات تمت في القطاع الخاص كان بالإمكان الإستعانة بذوي الخبرة بذلك للوصول إلى حل.
3- أما النقابة ومع التعاطف الكبير الذي تملكة والقوة المستمدة من قطاع المعلمين إلا أنها لم تستخدم الأسلوب الأمثل بالمطالبة أو التدرج في اساليب الضغط، وواضح ان اعضاء مجلس النقابة ليسوا على خبرة كافية في التفاوض وإدارته، فلا يجوز الذهاب إلى الإضراب المفتوح مباشرة، ولا التمترس حول رقم ال 50% القضية ليست كسر عظم بأي حال فقد قلتها ليس من مصلحة أحد هزيمة الحكومة او النقابة وتسجيل إنتصارات، القضية مطلبية يمكن جدولتها والتوافق حسب الأمكانات للحكومة والأبعاد الأخرى، أنا شخصيا مع رفع مستوى المعيشة لكل القطاعات ومع تمييز المعلم لكن لا مانع من التفاوض وتحقيق الممكن، فقد كان من الخطأ الذهاب للإضراب المفتوح وكان بالإمكان الإضراب الجزئي واستخدام عامل الزمن والتفاوض للوصول لحل، وقد حشرت النقابة نفسها بزاوية بالإضراب المفتوح وافقدها أوراق تفاوض مطلوب وضعها على الطاولة ليس منها الإضراب المفتوح أو النسبة المحددة! ونحن نعرف أن ما زاد عن حده قد ينقلب ضده!
4- ماذا نفعل الآن؟ مطلوب من الحكومة أن تسعى لحل الأزمة وأن تتفهم ان الموضوع مطلبي ولا بد من التعامل معه وتهيئة جميع الظروف للوصول لحل مشرف، واعتقد أن النقابة اذا ما تم التعامل معها بطريقةمناسبة وتحميلها المسؤولية واشراكها بصنع الحل لا فرضه عليها، ستتفهم وتقنع المعلمين بحل جزئي على سنوات ويرجع الطلبة إلى مدارسهم وتخرج الحكومة والنقابة حبايب لا غالب ولا مغلوب، التسويق واللعب بورقة الزمن والتجييش من الطرفين لن يوصلنا لحل، حسن النوايا وفتح القضايا التي تبحث من تحت الطاولة، وفي الأبواب المغلقة والنظر لمشاكل التربية والتعليم ككل متكامل والعمل على حلها دون تدخلات من اي اطراف هو السبيل الوحيد لحل المشكلة ورفع سوية التعليم في بلدنا، وعكس ذلك… الله وحده اعلم إلى اين نحن ذاهبون، هنالك من يسعى وبشكل ممنهج لجر البلد إلى المجهول من خلال صناعة المشكلات، علينا الإنتباه فنحن بلد لا يحتمل العبث، ولدنا هنا ونعيش هنا وليس لنا إلا الأردن وترابه، نعيش على كسرة الخبز ونجوع ولا نبيع… اقولها للنقابة وللحكومة بشيء من الحكمة والعقل يمكن الوصول لحل! حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى