الحكومة وإكسير الحياة
د.رياض ياسين
مازال شبح ضحايا البحر الميت منذ ثلاث سنوات يطارد النائمين في عسل المناصب والمواقع التي نالوها غلابا؛ واليوم تشهد مستشفى السلط كارثة غير مسبوقة لكن مقدماتها كانت كامنة في بطن الجهاز الاداري الصحي المعتل بالبيروقراطية والإهمال والفساد لعشرات السنوات.
ليست السلط وحدها المنكوبة اليوم بل كل الاردن ولا يستطيع احد ان يسمي ما حدث بالخلل ولا يمكن هذه المرة غفرانه بسهولة من شعب بات يتحسس رأسه وينتظر الفاجعة تلو الأخرى نتيجة الإهمال والفساد والفوضى التي باتت تؤرق الشارع الاردني برمته.
لست من دعاة التشاؤم ولكن أرى أن أبسط ما يمكن فعله أن تقوم الحكومة الحالية بنسختها المتجددة الاعلان عن تقديم استقالتها ليس اعترافا منها بتقصير ما بقدر الاستجابة لمطالب شعبية تم التعبير عنها اليوم بكل الوسائل.
حكومة تواجه تحديات جسيمة لا ارى انها ستتمكن العبور من هذا المخاض الوطني الذي يتطلب حكومة وطنية حقيقية تتولى زمام الامور وتكون قادرة على ان تقنع الشارع وتخفف من معاناة الناس بدلا من فرض مزيد من القيود عليهم بحجج واهية ؛ فما أسهل الهروب الى الأمام.
في الوقت الذي نمر بظروف صعبة واستثنائية بحاجة الى وقفة بطولة ورجولة احسبها ما زالت في كثير من الوطنيين لنعلن رفضنا المس والعبث بحياة الناس، ولا نريد ان تقوم الحكومة بمنحنا إكسير الحياة فلسنا دعاة حياة خالدة بل حياة آمنة ووادعة وكريمة تليق بنا كمجتمع مسالم منتظم مازال يؤمن بوطنه ويقدسه. الاقالات لا تكفي بل المحاسبة والمحاكمات.
Rhyasen@hotmail.com