ما تحتاجون لمعرفته حول تجارة المشاهدات المزيفة في “يوتيوب”

سواليف _ بعد “غوغل”، يبحث المزيد من الأشخاص على “يوتيوب” أكثر من أي موقع آخر، ما يجعله المنصة الأكثر شعبية بين المراهقين وفقاً لدراسة أُنجزت عام 2018. لكنه لا يزال يعاني من المشاهدات المزيفة منذ سنوات.
وبحسب تحقيق نشرت تفاصيله صحيفة “نيويورك تايمز”، تعرض هذه المواقع وسطاء للحصول على مشاهدات، يوفرها الكومبيوتر وليس البشر، وتَعِد بعدد غير محدود من المشاهدات في الفيديو، ورغم محاولة إيقافه لسنوات عديدة لم تنجح المنصة تماماً.

ويرى الخبراء أن هذه المشكلة تقوض مصداقية “يوتيوب”، من خلال التلاعب بالمشاهدات؛ العملة الأكثر قيمة في المنصة.

ورغم أن “يوتيوب” يشير إلى أن المشاهدات المزيفة لا تمثل سوى جزء ضئيل من إجمالي المشاهدات، إلا أنها لا تزال ذات تأثير كبير من خلال تضليل المستهلكين والمعلنين.

وتضخّم المشاهدات المخالفة لبنود خدمة “يوتيوب”، إلا أن البحث في “غوغل” عن مواقع شراء المشاهدات يأخذك بسهولة إلى مئات المواقع التي تقدم طرقًا “سريعة” و”سهلة” لزيادة عدد مقاطع الفيديو بمقدار 500 أو 5000 أو حتى خمسة ملايين مشاهدة، حتى أن إعلانات هذه المواقع تظهر على نتائج “غوغل”.

وجمع موقع شراء المشاهدات Devumi.com مثلاً أكثر من 1.2 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات من خلال بيع 196 مليون مشاهدة على “يوتيوب”.

ومن عملاء Devumi مؤسسات إعلامية مثل “روسيا اليوم”، وصنّاع أفلام يعملون لصالح الأميركيين، ومجموعات محافظة، موسيقيين من المشاهير.

واشترت بعض الشركات مشاهدات من أجل عملاء مع وعد بأن تؤدي إلى زيادة المشاهدات الحقيقية، لكنهم لم يلاحظوا بالضرورة زيادة في المبيعات مثلاً.

وتعتمد هذه الشركات في زيادة المشاهدات على التكتيكات المتطورة باستمرار، بما في ذلك الزيارات الأتوماتيكة أو “البوت” ومقاطع الفيديو المنبثقة.

في المقابل يرد “يوتيوب” بأن لديه عمليات فعالة للدفاع ضد هذه الأساليب. وقالت مديرة إدارة المنتج في “يوتيوب”، جينيفر فلانري أوكونور: “عملنا على هذه المشكلة لسنوات عديدة. تراقب أنظمة الشركة باستمرار نشاط الفيديو، وغالباً ما يشتري فريق مكافحة الاحتيال المشاهدات لفهم كيفية عمل هذه المواقع بشكل أفضل. إن أنظمة اكتشاف الحالات الشاذة جيدة حقاً”.

ومع ذلك تبقى التحديات كبيرة، ففي عام 2013، حققت “يوتيوب” عدداً كبيراً من الزيارات من البوت التي تتنكر على هيئة أشخاص حقيقيين.

وبعد مرور عدة أعوام، لا تزال المعركة ضد المشاهدات المزيفة مستمرة، حتى مع اعتراف “يوتيوب” بحملات التضليل، مثل جهود روسيا خلال انتخابات عام 2016 وخطاب الكراهية ومشاركات نظريات المؤامرة.

ولا يكشف “يوتيوب” عن عدد المشاهدات المزوّرة التي يحظرها كل يوم، لكنه قال إن فرقه عملت على إبقائها أقل من 1 في المئة من الإجمالي. ومع تسجيل المنصة لملايين من المشاهدات كل يوم، يعني ذلك استمرار جني عشرات الملايين من المشاهدات المزيفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى