الحكومة الاردنية اعلام ام اتصال: مفهوم ادارة المشاريع

الحكومة الاردنية اعلام ام اتصال: مفهوم ادارة المشاريع
د. ابراهيم العجلوني
نعيش في عالم متطور ومتسارع تتغير فيه المفاهيم وطرق العمل ويبقى الانجاز لا اختلاف عليه والاصل في تكوين الحكومات هو حفظ حقوق المواطنين والانابة عنهم لادارة جميع نواحي وشؤون الحياة ولهذا لابد ان تبقي الحكومات المواطنين على اطلاع على ما ينجز وما سيتم انجازه ويكون هذا من خلال الموازنة السنوية فالموازنة السنوية للدولة ليست مجموعة ارقام انما هي خطة الحكومة السنوية من خدمات ومشاريع للصالح العام وفي الدول الديمقراطية يعتبر التصويت على الموازنة تجديد ثقة للحكومة ولا يحق للحكومة ان تتصرف خارج هذه الموازنة الا بعد اخذ الموافقة الشعبية وعادة من خلال البرلمان (وليس بملحق لتبرير التجاوز الدستوري )، ولتعرض الحكومة هذه الخطط والمشاريع فلا بد من اشعار الشعب من خلال الاتصال بهم، ويعد الاتصال اداة وعنصر اساسي في مفهوم ادارة المشاريع.
ان التطور التكنولوجي اوجد قنوات مهمة في الاعلام لعرض وجهة النظر الحكومية وايضا اوجد هذا التطور طرق تفاعلية وسهل الحصول على التغذية الراجعة، ورافق هذا التطور التكنولوجي تطور ثقافي مجتمعي (فيه الجزئيين الايجابي والسلبي) في التعامل مع الاعلام والاتصال؛ ولكن الفكر الحكومي في الاردن لم يصل لا للتطور التكنولوجي ولا الثقافي المجتمعي ولم يكن هناك خطط لمواجهة الاثر الايجابي والسلبي لهذين التطوريين وبقي المفهوم الحوكمي بالتحكم وليس الوعي والتثقيف فتجد الحكومات تصر على تغليظ العقوبات بما يسمى بالجرائم الالكترونية دون وجود شفافية بالمعلومة ومناقشة هذه المعلومة واستيعاب جميع الافكار.
إن قيادة الأفراد – الجانب التجريبي لإدارة المشاريع – لا يقل أهمية عن المهارات القائمة على المهام لمسؤولي الدولة في الديمقراطيات الناجحة، وفي البحوث الحديثة ، قالوا إن التواصل هو مهارة حاسمة لنجاح الدول، من أجل إبقاء أعضاء الفريق الحكومي محدثين لاخر المعلومات ولكسب الدعم الشعبي. ولكن ما هي المهارات التي تحدث الفرق؟ .
1. الاستماع الايجابي:
في المقام الأول ، قدرتنا على الاستماع إلى الآخرين وفهمهم. الاستماع إلى الكلمات والمعنى الكامن وراء كلماتهم ، وعدم مقاطعة أو ترك عقولنا تتجول ، وطرح أسئلة للتحقق من فهم ومراقبة الإشارات غير اللفظية.
“تشمل الفوائد دفع الناس إلى الانفتاح ، وبسبب أن الكثير من سوء الفهم والصراعات يمكن حلها.”
2. بناء العلاقات على الثقة والاحترام:
الثقة والاحترام هما حجر الزاوية في العلاقات الشخصية قبل المهنية. لقد حصلوا عليها ، وليس حقًا ، ويأتون من تجربة من الأمانة والنزاهة والخبرة، من بين الخصائص التي اعتاد الناس تحديد مصداقيتها هي الصدق والانفتاح والاستعداد لمشاركة الأفكار والمعلومات بحرية والتناسق والموثوقية والولاء والقدرات والكفاءة.
“تشجع الثقة الناس على اقتراح الأفكار ، واقتراح طرق لتعزيز العمل ، والتحدث عن مخاوفهم وتقديم المشورة”.
3. تحديد أولويات واضحة:
تتمثل قدرة القائد على نقل الإستراتيجية لفريقه – من خلال تحديد الأهداف والتخطيط وتحديد الأولويات، علميا ومهنيا نسمي هذا ماذا ، من ، متى ، أين ، لماذا وكيف القرار اوالخطة. يجب أن يفهم أعضاء الفريق الوزاري والمواطنين الصورة الكبيرة والأولويات الفنية والسياسية والاقتصادية ذات المستوى الأدنى قبل المستوى الاعلى.
“هذا هو ما تفعله الحكومة (القائد) بشكل أساسي. إذا لم تستطع القيام بذلك ، فلن يعمل الجميع على نفس الصفحة”.
4. التعاون:
في بيئة تعاونية ، يدعم أعضاء المجتمع (الحكومة والشعب) ويشجعون بعضهم البعض بدلاً من التركيز فقط على مهامهم ومسؤولياتهم. إنهم على استعداد للتعاون وتبادل المعلومات والأفكار والأصول لمساعدة بعضهم البعض. يمكن أن تكون النتيجة أكبر من مجموع أجزائها.
“عندما نتعاون ، نحصل على تأثير 1 × 1 = 3. تحدث أشياء قد لا تحدث إذا ظل الناس يركزون على عملهم”.
5. نقل الرؤية :
يساعد شرح الصورة الأكبر للشعب على فهم أين يتناسب القرار الحكومي مع الأهداف العامة لوحدة العمل والدولة. يركز كبارالمسؤولين التنفيذيين على النتيجة الثلاثية – المالية ، والبيئة ، والسمعة – حيث يتوقعون أن يحدث قرارك فرقًا.
“الحكومة ، إذا لم تتمكن من توصيل الرابط بين الشعب والحكومة والقرارات ، كيف يمكننا أن نظهر أننا نقدم قيمة؟”
ان المتابع لما يجري على ساحتنا الاردنية يكتشف كم الفجوة بين الحكومة والشعب ، وهذا طبيعي لان الفجوة اصلا موجودة داخل الحكومة نفسها، فلم نشعر يوما انها فريق متجانس برؤيا واحدة وخطاب مشترك وهذا يسبب تشتت في التصريحات ، عموما عندما نتحدث عن المشاركة فالاصل ان يكون مشاركة في الطرح والنقاش ومن هنا يجب ان يكون الاتصال متبادل وليس من طرف واحد فقط وهنا يكون اعلام بعكس الاتصال الذي يتيح للطرفين التواصل قبل ان تصل الامور الى ما وصلت اليه بملفات عديدة والساحة امامنا وفيها الكثير من المشاكل والوصول الى ان يكون الطرفين على الشجرة كما هو الحال في اضراب المعلمين للاسف.
عندما يقوم اي مسؤول بفتح حساب او حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فعليه ان يكون جاهزا للتواصل وليس للاعلام فعليه ان يرد على التعليقات و التساؤلات المطروحة في اي موضوع يطرحه وخلاف ذلك فلا اعتقد اننا بحاجه لحسابه لان الاعلام يقوم به الاعلاميين في مؤسسته او الدولة ويصرحوا للجميع من خلال القنوات التقليدية او الحديثة الاجتماعية دون مراعاة الرد او التعليق، في الانظمة المتطورة والديقراطية تقوم الدول بعمل دراسات وتحليلات لما يرد من تعليقات واراء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لبناء الخطط وتوقع اثر القرارات التي سيتم اتخاذها وقد تكون بمثابة مؤشرات وتساعد بوضع خطة للمخاطرقبل الوصول للكوارث.
اخيرا مؤكدا على حق الشعب بالوصول لمرحة الوعي والطرق الايجابية لاستخدام وسائل الاتصال من خلال دور حكومي يبتعد عن العقوبات الجزائية لان هذا دور من ادوار السلطة وهو التثقيف والنهوض الثقافي بالمجتمع وقبل هذا التثقيف لابد من النظر في منظومات كثيرة تبنى على اساس العدل والفرص المتساوية للجميع وهذا يعزز ان الاتصال حل وقائي قبل ان يكون عرض لانجازات او بطولات غير حقيقية، بل ان الاتصال يمثل دور كبير في التخطيط الناجح للوصول لانتاج ونهضة معززا القيم الديمقراطية مع التاكيد على ثقافة تقبل الاخر.

ابراهيم سليمان العجلوني
مستشار وباحث ادارة مشاريع
كاتب اردني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى