” الحظ “

” الحظ ”
د.محمد شواقفة

لا نعترض نحن المغتربين على قدرنا و نصيبنا و هذا أمر لا نملك تغييره … و نشكر الله دائما في السراء و الضراء … و يبقى معنا الأمل في أن يأتي ذلك اليوم الذي تبتسم لنا فيها الظروف.

و كما وصف ابراهيم ناجي في قصيدته ” الأطلال” والتي كتبها في قمة حزنه و يأسه لتشدو بها أم كلثوم و يسمعها كل الناس ولكن ذلك لم يغير حاله و مآله

“يا حبيبي كل شيء بقضاء

مقالات ذات صلة

ما بأيدينا خلقنا تعساء

ربما تجمعنا أقدارنا

ذات يوم بعدما عز اللقاء”

رغم قبولنا بأن البلاء لربما يكون مقدمة للفرج ، لكننا نرزح تحت نير القهر بأن نحرم من العودة لأرض الوطن في موعد عز انتظاره و يبدو أنه بات مستحيلا. نتابع بيأس نشرات الاخبار المملة و الاجتماعات العبثية يوما بعد يوم ولا يأبه لشأننا أحد. يلاعبوننا كل فترة بمنصة جديدة و لكنهم يزيدون خيبة املنا في كل مرة أكثر.

و كما يقول المثل: ” رضينا بالبين و البين ما رضي فينا” و رضخنا لشروطهم و املاءاتهم التي ايقن الجميع بعدم جدواها . و اكتشفنا أن هناك جزءا ناقصا لم يطلعونا عليه.

بأي حق نحرم من العودة للوطن الذي لا يفتح أبوابه لنا مع اننا استسلمنا و رضينا بدفع الأتاوة . و ما الذي يجعل لأي مواطن أردني أفضلية على آخر و كيف لسفير أو خبير أزمة أن يقيم و يختار. المفروض أن من يرغب بالعودة لبيته و اهله و وطنه أن لا يمنعه أحد ، تحججتم بالوباء و رغم أنكم ابتدعتم الحجر لكنكم لم تسمحوا لنا بالعودة ؟!.

ألا يحق لنا أن يتم معاملتنا كلاجئين في وطننا ، بفحص أو بحجر أو بضريبة مضافة . ألا يحق لنا أن نعود لوطننا بعائلاتنا التي نخشى عليها المرض أيضا في كل بقاع الأرض.

ما يحدث معنا كمغتربين فعلا يجعلنا ندرك أننا فقط أرقام ، نغترب فلا نكون عبئا على الدولة و اقتصادها المتهالك و نترك مكانا لجموع المتعطلين. نضخ اموالنا في قطعة أرض أو شقة لا نعلم إن كنا سنسكنها يوما ما . و نعود للوطن أشلاء ممزقة و قد لا نعود أبدا. يكبر أولادنا يحلمون بوطنهم و يفتخرون بأنهم أردنيون مع أنهم لم يعيشوا يوما فيها . يحلم الكثيرون من فلذات أكبادنا بالعودة للدراسة في الجامعات التي نحدثهم عنها دائما.

للأسف ليس لنا في حكوماتنا حظا أبدا. كحال القردين ” محظوظ و منحوس” دخلا لبستان ليقطفا موزا. صعد محظوظ لأعلى الشجرة و بقي منحوس يراقب من الأسفل. حضر الحارس و تلقى المنحوس نصيبه من الضرب. أعادا الكرة أكثر من مرة و في كل مرة يتلقى المنحوس الضرب. قررا مرة أن يتبادلا الأدوار و بقي المحظوظ على الأرض. حضر الحارس و لكنه أشفق على القرد الذي في الأسفل و قرر أن يعاقب قردنا المنحوس الذي كان فوق الشجرة.

” حتى سفر البر ما وافقوا لنا و بدون سيارة ! ”

” دبوس عالحظ ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى