الحريري يطالب بتدخل دولي لوقف التصعيد جنوب لبنان

سواليف _ طلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري اليوم الأحد، من واشنطن وباريس التدخل لوقف التصعيد الأخير بين “حزب الله” اللبناني، وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، فيما دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الأطراف المعنيين إلى “ضبط النفس”.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، أن الحريري “تابع تطورات الأوضاع في الجنوب، وأجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، طالبا تدخل واشنطن وباريس والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية”.

وفي سياق مواز أيضاً، ذكرت الوكالة أن “قيادة قوات يونيفيل في الناقورة، تجري اتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية، لمنع تصعيد وتيرة الوضع الأمني في الجنوب”.

كما قال المتحدث باسم “يونيفيل” في لبنان، أندريا تينيتي، لوكالة “فرانس برس”، إن قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة “الجنرال ستيفان ديل كول على تواصل مع جميع الأطراف داعياً إياهم لممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف النشاطات التي تهدد وقف الأعمال العدائية”.

وتأتي هذه المواقف بعدما أعلن “حزب الله” في وقت سابق اليوم، أنّ مجموعة قامت بتدمير آلية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها، على الحدود مع الأراضي المحتلة، في حين اعترف جيش الاحتلال بوقوع إصابات بصفوفه، وأعلن الرد بقصف بلدات في جنوب لبنان.

وذكر “حزب الله”، بحسب ما أورده موقع قناة “المنار” التابعة له، أنّه “عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها”، من دون أن يشير إلى حجم الخسائر بصفوف قوات الاحتلال.

وأطلق “حزب الله” اسم عنصريه اللذين قتلا في الغارة الإسرائيلية في سورية، قبل أسبوع، على المجموعة التي نفذت الضربة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيانات، إنّ عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان، وأصابت بعض الأهداف، معترفاً بتسجيل إصابات في صفوفه، من دون مزيد من التفاصيل، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ “القوات الإسرائيلية تقوم بالرد”.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية، بأنّ الطيران الحربي الإسرائيلي قصف 30 موقعاً في جنوب لبنان، مشيرة إلى أنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه إلى مقر العمليات في وزارة الأمن في تل أبيب.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أنّ القوات الإسرائيلية تستهدف أطراف بلدة مارون الراس، التي تقع على الجهة المقابلة من منطقة أفيفيم. وبدا الدخان يتصاعد من منطقة مارون الراس، وفق ما نقلت قناة “المنار” التابعة لحزب الله في بث مباشر.

وأوعز جيش الاحتلال لسكان المستوطنات الإسرائيلية بالبقاء في البيوت وعدم الخروج منها، وفتح الملاجئ الرسمية في البلدات الحدودية.

وقال عضو الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي يوآف غالانت في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، إنّ حكومة دولة الاحتلال لا ترغب بتدهور الأوضاع مع لبنان إلى حرب.

وأضاف في الوقت عينه أنّ دولة الاحتلال “لن تسمح بامتلاك حزب الله سلاحاً كاسراً للتوازن، أو أن يضاعف قوته العسكرية”.

وهدد غالانت أنّه “في حال تم المس بمواطنين إسرائيليين، فإنّ إسرائيل ستعيد لبنان إلى العصر الحجري”.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّه رصد إطلاق “قذيفة مضادة للدروع” من لبنان.

وقال ناطق بلسان جيش الاحتلال في بيان: “تم إطلاق قذيفة مضادة للدروع من لبنان باتجاه إفي منطقة أفيفيم (قرية في شمال إسرائيل)”.

والسبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تعزيز قواته على الجبهة الشمالية، تحسباً لأي سيناريو محتمل في ظل التوتر الأمني.

ويشهد لبنان توترات أمنية متصاعدة مع سقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية معقل “حزب الله”، فجر الأحد الماضي، وانفجار إحداهما.

وتزامن الخرق مع استهداف إسرائيل لمركز عسكري تابع لـ”حزب الله” في بلدة عقربة جنوب العاصمة السورية دمشق، ما أودى بحياة عنصرين من الحزب هما زينب وضاهر.

ومساء أمس السبت، قال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، إنّ “الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار إنما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد”. وأضاف “يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه”.

وتوعد نصرالله أيضاً باستهداف المسيّرات الإسرائيلية، التي غالباً ما تحلق في الأجواء اللبنانية.

ومنذ وقوع الهجومين، يترقّب اللبنانيون الردّ، ويتساءل بعضهم ما إذا كان سيؤدي إلى تصعيد أكبر. إلا أن نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، قال، في مقابلة مساء الثلاثاء، مع قناة “روسيا اليوم” “أستبعد أن تكون الأجواء أجواء حرب، الأجواء هي أجواء رد على اعتداء وكل الأمور تقرر في حينه”.

العربي الجديد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى