الحرب الروسية على أوكرانيا: كيف غيّرت النظام العالمي وسياسات الدول في شهرين؟

#سواليف

عادت صحيفة “واشنطن بوست” إلى ما حمله #الاجتياح #الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط الماضي، من تداعيات غيرت #ملامح #العالم في فترة وجيزة، ودفعت بلداناً عدة إلى إعادة النظر في مواقفها القائمة منذ عقود، مع ما يشكله من تهديد مباشر للاقتصاد العالمي.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير #بوتين، بدء الاجتياح العسكري للجارة #أوكرانيا، تساقطت القذائف والصواريخ على المدن الأوكرانية، مع انتشار الجيش الروسي على امتداد الحدود، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة تحولت إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في #أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضافت أن الصور الشنيعة للقتل والتعذيب، بما في ذلك المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في إحدى المدن التي كانت ترزح تحت الاحتلال الروسي، تسببت بصدمة بمختلف أنحاء العالم، موضحة أن بوتين تم وصفه بمجرم حرب، بينما اتهم عدد من القادة الغربيين روسيا بارتكاب “الإبادة الجماعية”.

غير أن “واشنطن بوست” توقفت بشكل أكبر عند تداعيات حرب بوتين التي تتجاوز أوكرانيا، موضحة أنها دفعت عدة بلدان إلى إعادة النظر في مواقفها التقليدية بالتزام الحياد أو سياستها بخصوص استقبال اللاجئين، مع تهديدها استقرار الاقتصاد العالمي.

وبحسب الصحيفة فقد حملت فترة أقل من شهرين على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا تحولات عالمية كبيرة لخصتها كما يلي:
استقبال حار للنازحين الأوكرانيين

قالت “واشنطن بوست” إن 4.6 ملايين مواطن أوكراني غادروا بلادهم، الجزء الأكبر منهم نزح إلى البلدان المجاورة كبولندا ورومانيا. وأوضحت أن البلدان التي استقبلتهم كانت متشددة في السابق في فتح حدودها أمام نازحين آخرين، مضيفة أنه للتعامل مع تدفق اللاجئين الأوكرانيين، وضع القادة الأوروبيون خارطة طريق جديدة، عززت التوافق السياسي وسرعت عملية استقبال الأوكرانيين.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه حتى اليابان، البعيدة جغرافيا، تحركت لاستقبال 400 شخص من المرحلين الأوكرانيين، في خطوة غير مسبوقة من جانب طوكيو التي عرفت تاريخيا برفضها استقبال طالبي اللجوء.

وذكرت “واشنطن بوست” أن الاستقبال الحار الذي خصص للاجئين الأوكرانيين أثار الدهشة، حيث أشار أخيراً المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى أن بلدانا مثل أثيوبيا واليمن لم تتلق “ولو جزءا ضئيلا” من الاهتمام الذي خصص لأوكرانيا.

بحسب تقرير “واشنطن بوست” فإن عدداً من البلدان التي شاركت في فرض العقوبات الغربية على روسيا على خلفية الحرب بأوكرانيا كانت إما تعرف تقليدياً بأنها تتبنى الحياد السياسي، أو كانت لديها علاقات اقتصادية وثيقة مع الأوليغارش الروس.

وكمثال على ذلك، قالت الصحيفة إنه بعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت سويسرا أنها ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو، وهو تحول لافت عن مبدأ الحياد الذي التزمت به طويلا. وأضافت أن إمارة موناكو، ملاذ كبار الأغنياء الروس، تحركت كذلك وجمدت أصول الأوليغارش الروس بما يتماشى مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

الشأن نفسه شمل سنغافورة، التي أوضحت “واشنطن بوست” أنها قامت بما اعتبرته خطوة “غير مسبوقة لحد ما” بفرض عقوبات على دولة أخرى دون وجود قرار لمجلس الأمن الأممي في هذا الخصوص.
الإخراج المتواصل للاقتصاد الروسي من العولمة

ارتباطاً بالعقوبات الدولية، قالت “واشنطن بوست” إنه بعد سقوط جدار برلين بدأ الروس يقبلون على المنتجات الغربية مثل ماكدونالدز للوجبات السريعة. وأضافت أن ردة الفعل الدولية على قيام بوتين بضم شبه جزيرة القرم في العام 2014 شكلت بداية لعزل المجتمع والاقتصاد الروسي عن العالم الغربي، موضحة أن الغزو الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط سرع ذلك أكثر.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه تحت ضغط حكومات بلدانها والمستهلكين، قامت الشركات والمنظمات الكبرى بنقل أنشطتها من بلاد بوتين، أو وقفها كليا، ما يحرم المواطنين الروس من الحصول على عدة منتجات استهلاكية. الأمر نفسه شمل المواعيد الرياضية الدولية والمؤسسات الثقافية البارزة التي قطعت العلاقات مع المشاركين الروس.
ارتفاع صاروخي لموازنة الدفاع في ألمانيا

ذكر تقرير “واشنطن بوست” أنه رغم كونها أكبر اقتصاد بأوروبا وعضوا نافذا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التزمت ألمانيا بالحذر بشأن فرض وجودها على الساحة الدولية. وأضاف أنه بعد الحرب الباردة، قامت برلين بتطوير علاقات وثيقة مع موسكو على الصعيد الاقتصادي وفي مجال الطاقة.

وأوضحت الصحيفة أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع ألمانيا إلى تغيير وجهتها. ففي أواخر فبراير/ شباط الماضي، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن حكومته سترفع بشكل كبير الموازنة المخصصة للدفاع. كما أعطى الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أسابيع فقط على موجة السخرية التي رافقت عرض بلاده إرسال خوذ واقية إلى كييف.
الصورة
الجيش الألماني (هوك كريستيان ديتريش/ فرانس برس)
تم ضخ 110 مليارات دولار لفائدة الجيش الألماني (هوك كريستيان ديتريش/ فرانس برس)

وبلغة الأرقام، ذكرت “واشنطن بوست” أنه تم ضخ 110 مليارات دولار بمخصصات الجيش الألماني، ما يمثل الضعف عما تلقاه في العام السابق.

لفت تقرير “واشنطن بوست” إلى أنه قبل الحرب، كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر دولي للذرة والقمح، فيما روسيا أكبر مصدر عالمي للنفط إضافة لكونها من كبار المزودين بالأسمدة. وكان من تداعيات الحرب، ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية عالميا، ما يهدد وفق الصحيفة، الأمن الغذائي ويقوض جهود تخفيف وطأة الفقر في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن 41 مليون شخص بغرب ووسط أفريقيا قد يتضررون بفعل أزمة الغذاء هذا العام، في ظل الأسعار الأكثر ارتفاعا منذ عدة عقود لمواد مثل الحبوب، والطاقة، والأسمدة.

وأضاف تقرير “واشنطن بوست” أن منظمة التجارة العالمية توقعت الثلاثاء تراجع النمو العالمي إلى 2.8 بالمائة مقارنة بنسبة 4.1 بالمائة قبل الحرب، قائلة إن النزاع وجه “ضربة قوية” للاقتصاد العالمي. وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء يرون أنه كلما طالت الحرب، كلما كانت التداعيات أكبر فأكبر.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى