الحجر
يسارخصانة
عرف آدم الحجر فالتجأ إليه واتخذه بيتاً ، عرف السومريون الحجر فاتخذوه كتاباً لأسطورتهم جلجامش .
عرف الفراعنة الحجر فبنوا أهرامهم ، عرف اليونانيون الحجر فنحتوه وصنعوا منه آلهتهم ، عرف المسلمون الحجر فطافوا حوله ، وقبّلوه ، وقذفوا به إبليس ، عرف الطفل الفلسطيني الحجر فاتخذه سلاحاً للمقاومة.
فالحجر منذ الأزل كتابٌ ذو فصول وأبواب ، ولكن المهم كيف نقرؤه . الحجر تكوّن من ماء وطين وبفعل الترسبات الترابية ومرور ملايين السنين عليه امتلك صلابته ، والإنسان أيضاً من ماء وطين وبإرادة الخالق عزّ وعلا أصبح بشراً سوياً ، فمن مال من البشر إلى الصلابة والعناد والقساوة كان أقرب في صفاته إلى الحجر ، وهو عندئذ يكون في يد مالكه قابلاً لقذف الآخرين ، فكم من الحجارة بيننا يملكها العابئون بمصالحنا ليقذفوها في وجوهنا ، والمحزن في الأمر أن بعض المالكين لهذه الحجارة البشرية ينحتون منها آلهة لنعبدهم وحين تكتمل طقوس العبادة يحطمونها .
هكذا قرأتُ الحجر بأبجدية الحاضر العربي الذي يطيب لحكامه أن يكونوا حجارة للقذف والعبادة والتحطيم ، كان عليّ أن أقرأ الحجر لأفسر ما يحدث معنا في هذا العصر الذي ينام فيه المتعبون على وسادة من حجر .