الحتمية التاريخية لزوال #الطغاة
الاستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
#تاريخ #الحكام و #الأنظمة #المستبدة يشهد على حتمية زوالهم وزوال عروشهم الكرتونية .
#ممالك #أوروبا وإقطاعياتها وطغاتها الذين كانوا يملكون الأرض ومن عليها ،ويمتهنون كرامة مواطنيهم، ويستعبدون الناس اختفت جميعها وثارت عليها شعوبها .
#طغاة_العرب في اليمن وتونس وليبيا ومصر وسوريا بعضهم زال وبعضهم في طريقه للزوال حتى وإن طالت فترة نزاعه ولفظه لأنفاسه الأخيرة. إن الظلم والطغيان الذي يمارسه دهاقنة الاستبداد بحق شعوبهم المبتلاة سينقلب عليهم …حكام يسرقون خزائن دولهم ويستمتعون وأبنائهم وإخوانهم وبطاناتهم #الفاسدة بأموال #الشعوب والضرائب التي يدفعها العمال والبنائين والحرفيين والمدرسين من عرق جبينهم …حكام يستعرضون حرس الشرف والشرف منهم براء، ويدعون أن قلوبهم على الأوطان والأوطان تكاد تلفظ زفرات الغضب وتكاد تنطق من شدة بطرهم وممارساتهم في الوقت الذي يتظاهرون كاذبين أنهم يحكمون بالعدل بين الناس. معظم حكام العرب يدعون بالشرعية الدينية وانتسابهم إلى خير البشرية محمد ابن عبدا لله عليه أفضل الصلوات والسلام والحقيقة أن الرسول براء منهم ومن قربهم وأفعالهم كيف لا وقد تبرأ من بعض أعمامه وأبناء عمومته الذين ناصبوا دعوته العداء وفعلوا ما وسعهم للنيل من النبي ورسالته.
نعم إن الطغيان سبب زوال السلطان وعلى الذين يشككون في صحة ذلك أن يتساءلوا أين ذهب شاوسيسكو في رومانيا،وعيدي أمين في أوغندا ،وزين العابدين بن علي في تونس، والقذافي في ليبيا، والشاه في إيران، وعلي عبدالله صالح في اليمن، ومبارك في مصر وعلى الطريق إن شاء الله آخرين من الطغاة.
الطغاة يعيشون ترفا في الوقت الذي يقبع السواد الأعظم من شعوبهم في فقر وعوز …أنهم يحيطون أنفسهم وعروشهم بعدد من مسامير الصحن من الحاشية والبطانة المنافقة التي تعينهم على استعباد شعوبهم ونهب مقدراتها….إنهم أسوأ من المستعمرين الأوائل حيث أن الشعوب كانت تدرك أن هؤلاء المستعمرين هم أعداء الأمة وقاومتهم أما طغاة الشعوب فهم من بني جلدتنا ممن يتحدثون لغتنا ويتظاهرون بحرصهم على مصالحنا ويدعون بأنهم يرون غير ما نرى في حين أن بغيهم وبغائهم تدركه الإبصار وتتداوله صور وأحاديث وسائل التواصل الاجتماعي.
الطغاة ذاهبون إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، والشعوب ستنفض عنها غبار الذل والاستعباد الذي مارسته أنظمة وحكاما أمعنوا في امتصاص دماء شعوبهم والتلذذ بسرقة موارد بلادهم وإيداعها أرصدة لهم في بنوك العالم الغربي. أرصدة القذافي وأبناؤه تعد بعشرات المليارات وكذلك الأمر بالنسبة لزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وغيرهم فأين خطاباتهم النارية وأين ادعاءاتهم بالحرص على الأوطان ومقاومة الاستعمار؟بعض هؤلاء الطغاة كالقذافي مثلا دفعهم الغرور إلى الدعوة إلى إدخال تعديلات على سور وآيات القرآن الكريم وآخرين يدعون إلى الثورة في الدين ملمحين إلى إعادة النظر بفرائض تنزل فيه قرأنا وآيات من رب العزة.
الطغاة وعائلاتهم وحواشيهم ومسامير صحونهم هم بضعة آلاف في دولهم لهم من الألقاب والامتيازات ما يجعلهم غير منتجين للوطن لا بل يستهلكون مقدرات وموازنات دولهم ومع مضي الوقت صدقوا كذبهم وخيالاتهم بأنهم مخلوقات تختلف عن سائر مواطنيهم وأنهم ملهمين ولديهم من القدرات ما هو غير متاح لغيرهم. للأسف بعض المستعبدين من الشعوب هم أدوات الطغاة وحماتهم وهؤلاء ممن اصطلح على تسميتهم “بالسحيجة” أو البلطجية يقبلون أيادي الحكام وأحيانا أحذيتهم وهم أشد ضراوة في مقاومة مطالب الأحرار والتنكيل بهم .
العقود الثلاث القادمة ستشهد اضمحلالا وتناقصا في أعداد الطغاة وانقراض أنظمتهم .هكذا تخبرنا دروس التاريخ وتجارب الشعوب ولعل الأنظمة الملكية الوراثية المطلقة هي الأكثر احتمالا للتحول إلى أنظمة دستورية حقيقية يشكل فيها الحاكم رمزا بدون صلاحية سياسية حقيقية باستثناء رعاية بعض المهرجانات والاحتفالات وتقبل أوراق اعتماد السفراء. نعم حكم الفرد زائل بفعل قوى حتمية تاريخية وبفعل تناقض الاستبداد مع الطبيعة الحرة للإنسان وقيمه العليا في الحرية والعدالة والمساواة ….