الحبُّ الذي يذلّ عن جد

الحبُّ الذي يذلّ عن جد / كامل النصيرات

أتذكّر قبل سنوات :-
يبكي ابني ( وطن ) بحرقة لدرجة إنني لا أفهم كلامه وهو يبكي ..! أحاول تهدئته ..وتكون الجملة التي أكلها البكاء : إنت ما بتحبني ..!! ولمّا أسأله عن سبب شعوره بعدم حبّي له يقول لي : لأنك مش سامحلي أنزل ألعب ..! الوقت بعد المساء ..و سبب منعي له هو الحب ..يا الله ..!
كثيراً ما استخدم ( وطن ) هذه النغمة معي ..وكان يراها دائما تغيّر موقفي و تجعلني أخضع لطلباته ..إنتَ ما بتحبني ..! إنت ما بتحبني ..! يبدو أن أولادي الباقين رصدوا وضع ( وطن ) معي ..وصاروا يشتغلون على ذات النغمة ..وصل الأمر إلى أنّ إبنتي ( جيفارا ) طالبتني باحضار (طيّارة ) لها ..كنت أفكر أنها تقصد طيّارة لعبة ..وإذا بها تقول لي : طيارة حقيقيّة ..فقط لأنها رأت طيارة في السماء ..وعندما قلت لها بحنيّة : بابا هاي الطيّارات بس في المطار يكونن و ما بيعطونا وحدة إلنا ..افلتت يدي و صارت تنطنط و تبكي : إنت ما بتحبني ..إنت ما بتحبني ..!!
حتى غاندي الصغير ..قال لي بالأمس و هو يتجادل مع اخوته على الركوب في الكرسي القدّام في السيارة ..و بغداد ابنتي الكبرى تقول له : الكبير هو اللي يركب قدّام ..فقال لها : لا ..الزغير ( الصغير) هو اللي قُدّام ؛ مش صح يا بابا ؛ مش الزغير هو اللي لازم قُدام ..قلت له : في هذا الزمن ؛نعم الصغير هو اللي قدّام  اعترضت بغداد وقالت : انت بتحكي هيك لأنك بتحبو أكثر منّي ..!
يقطع الحب شو بذلّ عن جد ..حتى حبك لأولادك ..وعليه قيسوا كل شيء ..حتى حبّ الحكومات لنا وهي تتزعول كل شويّة : إنت يا مواطن ما بتحبني ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى