الحب على مائدة الحياة / موسى العدوان

الحب على مائدة الحياة

يقول الأديب الفلسطيني أدهم شرقاوي في كتابه حديث المساء ما يلي وأقتبس :
” سُئل أحد الحكماء يوما : ما الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟ قال الحكيم : سترون الآن ودعاهم إلى وليمة. وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة الحب شفاههم، ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، وجلس إلى المائدة وجلسوا هم بعده. ثم أحضر الحساء وسكبه لهم، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر، واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة. حاولوا جاهدين شرب الحساء ولكنهم لم يفلحوا، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه، دون أن يسكبه على الأرض، وقاموا جائعين في ذلك اليوم.

قال الحكيم : حسنا ، والآن انظروا . . ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة. فأخذ كل واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء، ثم مدها إلى جاره الذي بجانبه، وبذلك شبعوا جميعهم. وقف الحكيم وقال في الجمع من الطرفين، حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن بُشبع نفسه فقط فسيبقى جائعا. ومن يفكر أن يُشبع أخاه سيشبع الاثنان معا..! انتهى الاقتباس.
* * *

الدرس المستفاد من هذه القصة القصيرة هو :
أن كلمة الحب التي تتألف من أربعة أحرف، لا تقاس بمعنى ما تنطقه الشفاه، بل أن معناها الحقيقي هو الشعور الذي ينبع من أعماق الإنسان، ثم يتحول إلى دافع للعطاء بعيدا عن الأنانية.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى