سواليف
“حلق الحاجة زينب مش أغلى أبدا من روح وحياة الحاجة زينب اللي قتلوها في إسكندرية” عبارة مقتضبة عقب بها الإعلامي المعارض أسامة جاويش على إعلان الحاجة زينب وتبرعها بقرطها للسيسي، ليصف بتلك الكلمات القصيرة حالة من الخلاف الشديد امتدت على مواقع التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين.
الحاجة زينب.. هل هي مواطنة بسيطة أم أداة؟
الحاجة زينب، وما أثارته من خلافات وإشاعات بين النشطاء، يراها البعض مواطنة بسيطة من إحدى قرى مصر، تفاعلت مع الحملات الدعائية التي يخرج فيها قائد الانقلاب مطالبا شعب مصر بالتبرع لحل أزمات البلد.
بينما يرى البعض الآخر، أن الحاجة زينب، وإن كانت مواطنة بسيطة؛ إلا أن إعلام السيسي استخدمها في الترويج لتوجيهات السيسي ونشر مضامين خطاباته الإعلامية بشكل يؤثر على المواطنين البسطاء من طبقة الحاجة زينب في القرى والنجوع باستضافتها في برامج التوك شو، وحظرها من التحدث إلا مع جهات محددة مسبقا.
نتيجة لهذا الانقسام أنتج عدد من النشطاء عدة فيديوهات؛ تناولوا فيها خلفية بسيطة عن الحاجة زينب مواليد عام 1935، قائلين إنها مرت عليها عدة أزمات وحروب منها العدوان الثلاثي على مصر، وحرب أكتوبر، وحملة مبارك التبرعية لسد ديون مصر وغيرها، قائلين إنها طوال تلك الفترة لم تفكر أن تفرط في قرطيها اللذين تعطيهما قيمة كبيرة أو تتبرع بهما إلا في عهد السيسي.
سيدة مصر الأولى وأم المصريين
عدد من النشطاء المؤيدين للسيسي رأوا أن الحاجة زينب جدير أن يطلق عليها لقب السيدة الأولى في مصر، فقال اللواء علاء الدين سويلم عبر حسابه على “فيسبوك”: “السيدة الأولى هي اللي تنازلت عن حتة سيغة لمصر .. ليه؟ في الريف حتة السيغة مخزن قيمة لهدف واحد لا ثاني له عشان تلاقي أو يلاقوا بعد موتها تمن خرجتها وكفنها، ويصل الاعتقاد في هذا إلى درجة التقديس”.
وأردف اللواء سويلم: “لن تفرط فيها أمام خطوب الحياة مهما حدث، فلها هدف محدد عشان (ماتبهدلش يا ابني بعد ما يطلع السر الإلهي) أن تتبرع بها على حياة عينها (قرار خطير فيه تغلبت الحياة على الموت) يا أم المصريين: ربنا ما يكشفلك جسد (فقد أزلت عن الكثيرين ما جعلهم عراة القلب والروح والوطنية .. والضمير الوطني)”.
هل سيصلح حلق الحاجة زينب الاقتصاد المصري؟
لكن على الجانب الآخر، شكك النشطاء في مصداقية حملة السيسي المتمثلة في إعلان حلق الحاجة زينب للأسباب ذاتها التي ذكرها اللواء سويلم، قائلين: “كيف فرطت الحاجة زينب في حلقها بعدما مر بها كل هذه الأحداث وفي الوقت الذي كان لحلقها قيمة فعلا في ريعان شبابها؟ لتتبرع به الآن بعدما أصبح لا يساوي سوى 500 جنيه، وبعدما أصبحت في أواخر عمرها؟ أليس من الأولى أنها كانت ستحرص عليه لخرجتها وكفنها مثل ما قال اللواء؟”، طبقا للنشطاء.
نشطاء آخرون تساءلوا: “هل هذا القرط هو الذي سيحل مشكلة مصر الاقتصادية؟ وهل من المنطقي أن يكون حلق ثمنه لا يكاد يبلغ 500 جنيه أن يتم إعداد إعلان عنه بالملايين؟ أليس هذا استحمارا متعمدا للشعب؟ وهل جاء الدور على الفقراء والفلاحين الآن للتبرع والاستنزاف من السلطة بدلا من الأغنياء والنخبة؟”.
شعارات وطنية فارغة
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية انهالت التعليقات الناقدة من النشطاء والتي دارت أغلبها حول الأسئلة سالفة الذكر، فقال الصحفي محمد عطية عبر “فيسبوك”: “أنا سعيد جدا بإعلان حلق الحاجة زينب، لأنه توثيق صريح من الدولة للمرحلة اللي إحنا فيها بيوضح بكل بساطة حال المواطن المعدم (اللي بيمثله في الإعلان الحاجة زينب)، واستيلاء الدولة على ما تبقى له في هذه الدنيا (الحلق) من أجل رفاهية الفئة الحاكمة واللي بيمثلها في الإعلان (رئيس الدولة) تحت شعارات وطنية فارغة (تحيا مصر)، ومشاعر كاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع في إعلان مجهول التفاصيل (نصب)، لو كنا فضلنا نهاتي ميت سنة عشان نعرض توثيق للمرحلة في إعلامنا الحالي ماكنش هيتوافق عليه… شكرا لذكاء سيادتكم”.
أصيلة يا حاجة
بينما تعجب الحقوقي سامح سمير قائلا: “الحاجة زينب مواليد 34، يعني عدى عليها حرب عالمية، وحريق القاهرة، وحرب فلسطين، وثورة/ انقلاب/ حركة 52، وتأميم قناة السويس، وعدوان ثلاثي، وسد عالي مصر كلها كانت بتغنيله، وأفلام إسماعيل يس في كل حته، ونهضة صناعية في البلد، ونكسة، وتنحي، وحرب استنزاف، وأم كلثوم بتعمل حفلات للمجهود الحربي …وعبارة السلام، وثورة في مصر وتونس وأحسن من سوريا والعراق، ده غير جواز بنتها، وسفر ابنها، ونظرها إللي راح، كل ده ومحدش أقنعها تتخلى عن حلقها عشان تساعده غير صندوق #تحيا_مصر، أصيلة يا حاجة”.
مصر باعت سيغتها على يد السيسي
كذلك قال المخرج عز الدين دويدار: “السيسي هو الشخص اللي خلا مصر تبيع سيغتها عشان معزور فيها”.
أما عبر “تويتر” فقالت شهد حلمي: “مبارك صحيح كان حرامي كبير، بس عمره ما فكر يمد إيده ياخذ حلق واحدة ست!”.
وسخرت ريحانة محمد: “الحاجة زينب اتبرعت بحلقها بـ500 جنيه، اتعمل إعلان بملايين، وسافرت السعودية بـ15 ألف، سيبك وبقينا أد الدنيا”.
فين ثمن الجزيرتين؟
وقال خالد أحمد: “واهو #حلق_الحاجه_زينب على ثمن الجزيرتين نشطب بيهم السباكة بتاعت المفاعل النووي”.
وغرد عمرو ناصر: “#حلق_الحاجة_زينب عملوا له إعلان أد ثمنه 100 مرة، وهو ده قمة الاستحمار في ماسر #شفت_ايه_من_السيسي غير الشحاته والتسول، أول رئيس يطلع في إعلان شحاتة”.
كذلك استنكر أحمد مجاهد قائلا: “لا تحدثوني عن النخوة ورئيس بلدنا بيبع ست عجوزة حلقها بدل ما مصر تديها”.
جدير بالذكر أن الاقتصاد المصري يعاني عدة أزمات خانقة، وتضخما، وبطالة، وارتفاعا في الأسعار، توافقت مع قدوم شهر رمضان، وشكوى المواطنين البسطاء منها
عربي 21