الجيش الإسرائيلي يصعد قتل المدنيين في المنطقة الإنسانية المزعومة في غزة

#سواليف

قال #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ تصعيد #الجيش_الإسرائيلي استهداف #النازحين في منطقة ” المواصي ” يحوّل “المنطقة الإنسانية” إلى #مصيدة_موت، في إطار سياسة منهجية تقوم على نفي الأمان عن أي مكان يتواجد فيه #الفلسطينيون، وتحويل كل ملاذ إلى هدف، ضمن حملة #الإبادة_الجماعية الهادفة إلى القضاء على #الفلسطينيين في قطاع #غزة.

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار بشكل مباشر على النازحين داخل خيامهم في منطقة “المواصي” جنوب غربي القطاع، ما يخلّف #قتلى و #جرحى في #جريمة تتكرر بشكل يومي تقريبًا، دون وجود أي ضرورة عسكرية أو أمنية.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يستهدف خيام النازحين في منطقة “المواصي” بواسطة نيران دقيقة من القناصة، وأخرى عشوائية من الطائرات المسيرة والآليات العسكرية القريبة من المنطقة، إلى جانب #الغارات_الجوية والقصف المدفعي المتكرر، بينما يزعم في ذات الوقت أنّها منطقة إنسانية، ويأمر أكثر من مليون شخص من سكان مدينة غزة بالنزوح إليها.

كنا نتناول طعام الغداء داخل الخيمة، فجأة سمعنا صوت عيار ناري قوي، وانتبهنا أن طفلتي "سيلا" أصيبت بعيار ناري اخترق ظهرها ووصل إلى الشق الأيمن من صدرها   

فراس نافذ حمدان، والد الطفلة “سيلا” التي أصيبت بعيار ناري في ظهرها برصاص القوات الإسرائيلية
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني وثّق خلال الأيام الماضية حوادث متكررة لاستهداف خيام النازحين بشكل مباشر في المنطقة، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، فضلًا عن تدمير خيامهم وما تبقّى من مقتنياتهم الشخصية التي تمثل الملاذ الأخير لهم.

وأشار إلى أنّه تابع العديد من المقاطع المصوّرة التي نشرها عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ يظهرون وهم يطلقون النار على الفلسطينيين في خيام النزوح بدافع التسلية أو المراهنة فيما بينهم على التصويب، بما يكشف أنّ إطلاق النار لا يتم لهدف محدّد أو بدافع ضرورة أمنية أو عسكرية، بل في إطار نهج متعمّد يسعى إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في أرواح المدنيين وممتلكاتهم، وتجريدهم من أي شعور بالأمان.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن فريقه الميداني وثق مقتل “أحلام رائد فايز الشاعر” (26 عامًا)، وهي أم لطفلين، برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح الإثنين 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، خلال إعدادها الشاي في خيمتها التي تنزح بها في منطقة “مواصي خانيونس” جنوبي القطاع.

وقال والد زوج الضحية، “كرم حسين صيدم” (60 عامًا) لفريق الأورمتوسطي إنّ أرملة ابنه كانت تعد الشاي لطفليها في منطقة “مواصي خانيونس” عندما تعرضت لإطلاق نار من طائرة “كواد كابتر” إسرائيلية أصابتها بعيار ناري في رأسها أمام طفليها “أيمن” و”كرم”.

وذكر “صيدم” أنّ حفيديه باتا الآن يتيمي الأبوين، إذ قتل الجيش الإسرائيلي في 10 مايو/أيار 2023 والدهما “أيمن” بعد استهداف المزرعة التي كان يعمل فيها شرقي رفح بغارة جوية، وتحملت منذ ذلك الوقت والدتهما مسؤولية رعايتهما، وتضاعفت معاناتها مع بدء الحرب بسبب النزوح المتكرر والجوع والخوف، حتى قتلها الجيش الإسرائيلي بطلق ناري مباشر دون أي ضرورة أو مبرر.

وعلى نحو مشابه، وثق الفريق الميداني مقتل الصحافية “إيمان أحمد الزاملي”، بنيران الجيش الإسرائيلي قرب “مواصي خانيونس”، وهي تحاول الحصول على مياه الشرب مساء الثلاثاء 2 سبتمبر / أيلول 2025.

ووثق المرصد الأورومتوسطي مقتل الصحافي الأكاديمي “حسن دوحان” يوم الإثنين 25 أغسطس/ آب 2025، جراء إصابته بعيار ناري خلال تواجده في خيمة نزوحه في “مواصي خانيونس.”

كما أصيبت الطفلة “سيلا فراس نافذ حمدان” (5 سنوات) بعيار ناري في ظهرها برصاص القوات الإسرائيلية في 16 أغسطس/ آب 2025، في “مواصي خانيونس.”

أبلغ والد الطفلة “حمدان” فريق الأورومتوسطي: “كنا نتناول طعام الغداء داخل الخيمة، فجأة سمعنا صوت عيار ناري قوي، وانتبهنا أن طفلتي سيلا أصيبت بعيار ناري اخترق ظهرها ووصل إلى الشق الأيمن من صدرها”.

وأضاف “نقلناها بسرعة إلى المستشفى، ومكثت 10 أيام هناك، حيث أجريت لها عملية جراحية، لكنها ما تزال تعاني من آثار الإصابة بسبب وجود تمزق في الكبد، ويرافق ذلك نوبات مستمرة من السعال وارتفاع درجة حرارة الجسم”.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه وثق إلى جانب إطلاق النار، عشرات الحوادث التي تعرضت فيها خيام النازحين للقصف الجوي والمدفعي من الزوارق أو الدبابات الإسرائيلية.

وأشار في هذا الصدد إلى مقتل 15 شخصًا، منهم 11 طفلا وامرأة في مواصي خانيونس في القصف الإسرائيلي يوم السبت الموافق 23 أغسطس / آب 2025.

وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ استهداف المدنيين داخل ما يُسمى “المناطق الإنسانية” يعكس سياسة متعمّدة تقوم على إلغاء مفهوم الحماية من أساسه، فحين تتحول الأماكن التي يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا إلى ساحات قنص وقصف، يصبح واضحًا أن إسرائيل تنفي عمليًا وجود أي منطقة يمكن أن تشكّل ملاذًا للفلسطينيين، وهو ما يعكس سياسة إسرائيلية منهجية تقوم على نفي أي إمكانية لوجود أماكن آمنة في قطاع غزة، حيث يواجه النازحون خطر القتل المباشر بالقصف أو الرصاص أو الموت البطيء بفعل الجوع والمرض وانهيار النظام الصحي.

ونبه إلى أنّ إسرائيل تستخدم النزوح كسلاح مزدوج، فهي من جهة تجبر المدنيين على مغادرة مناطقهم الأصلية بدعوى حمايتهم، ومن جهة أخرى تستهدفهم في مناطق النزوح نفسها، بحيث يصبح النزوح أداة قسرية أولى لتجميع المدنيين، وأداة ثانية لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا، فيتحوّل الملاذ المفترض إلى مصيدة موت جماعي.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ آلاف العائلات التي نزحت إلى المواصي تعيش في ظروف إنسانية قاسية للغاية، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية، ما يفاقم المخاطر الصحية ويجعل السكان عرضة للأوبئة والأمراض المعدية، كما يضطر كثير من النازحين للعيش في خيام مهترئة أو في العراء دون حماية من الحر أو البرد أو الأمطار، فيما تتفاقم معاناة الأطفال والنساء وكبار السن بسبب غياب الرعاية الطبية والخدمات الأساسية، وسط حالة من الاكتظاظ الشديد وغياب شبكات الصرف الصحي، ما يحوّل المنطقة إلى بيئة غير صالحة للعيش ويهدّد حياة الآلاف بالموت البطيء.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ استمرار هذه السياسة يكشف نية إسرائيل في إخضاع سكان غزة لواحد من خيارين لا ثالث لهما: إمّا الموت السريع عبر القصف والاستهداف المباشر، أو الموت البطيء بفعل التجويع المتعمّد وحرمانهم من مقومات القاء الأساسية، وهي أفعال تشكّل جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي، إذ تعكس توجّهًا منظّمًا لفرض ظروف معيشية تهدف إلى إهلاك السكان الفلسطينيين كليًا أو جزئيًا.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتحرك الفوري استنادًا إلى قرارها التاريخي رقم 377 A(V) لعام 1950 المعروف باسم “الاتحاد من أجل السلام”، الذي يخولها، عند عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته بسبب استعمال حق النقض أو غياب التوافق، أن تعقد دورة استثنائية طارئة وتتخذ توصيات جماعية مناسبة، بما في ذلك إنشاء قوة لحفظ السلام أو اتخاذ تدابير جماعية لصون السلم والأمن الدوليين.

ودعا المرصد الأورومتوسطي الجمعية العامة إلى تبني قرار عاجل بموجب هذا الإطار لتشكيل قوة حفظ سلام ونشرها في قطاع غزة، بما يكفل وقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، وضمان وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية بلا عوائق، وحماية المرافق الصحية والإغاثية، وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار، مؤكدًا أنّ تفعيل هذا المسار يُعد واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا على عاتق المجتمع الدولي لمنع المجاعة والمجازر بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة.

وحث المرصد الأورومتوسطي جميع الدول، منفردة ومجتمعة، على تحمّل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى