الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . !

#الجيش_الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . !

#موسى_العدوان

الاتهاميون أصحاب الهتافات المسيئة لكل وطني شريف في شوارع عمان ويدّعون “أن الجيش نائم” أقول لهم : ” أن الجيش يقظ وجاهز للعمل دائماً من أجل فلسطين، عندما تزف ساعة الحقيقة المدروسة كما فعل في الماضي “.

فقد حمل الجيش همّ القضية الفلسطينية، منذ حرب عام 1948، وها هي معارك القدس واللطرون وباب الواد، مرورا بمعارك حرب 1967 وحرب الكرامة، تشهد على ذلك. لا يتسع المجال لشرح مفصل لما قام به ذلك الجيش، ولكنني سأذكر معركة واحدة هي ( معركة تل الذخيرة ) لتبين تضحيات جنود الجيش الأردني، ودفاعهم عن أرض فلسطين المقدسة، وكانوا يقظين من ذلك الحين، قبل أن يتولاها تجار الأوطان ويجهزوا عليها، ابتداءً من مؤتمر الرباط عام 1974، وحتى مؤتمر أوسلو عام 1993.

في حرب عام 1967 كانت كتيبة الحسين الثانية ( أم الشهداء ) تحتل المرتفعات الحيوية شمال القدس، باعتبارها مفتح الطريق إلى القدس. وكانت إحدى سراياها تحتل موقع تلة الذخيرة، وهو الاسم الذي أطلق عليه، كونه كان يتواجد به مستودع ذخيرة للجيش البريطاني، خلال الانتداب على فلسطين في أوائل القرن الماضي.

في يوم 6 / 3 / 1967، شن العدو الإسرائيلي هجوما واسعا على مواقع كتيبة الحسين الثانية، مستخدما لواء المظليين 55، ومسندا بكافة الأسلحة الثقيلة، بقيادة العقيد مرخاي غور. فتعرضت السرية الثانية من الكتيبة في تل الذخيرة، إلى هجوم بثلاثة أضعاف قوتها، أي كتيبة مظليين من ذلك اللواء.

واستمر القتال شديدا بين الطرفين طيلة الليل، حيث تم استخدام السلاح الأبيض خلالها. أبدت السرية صمودا عظيما في مواقعها، وقاتلت ببسالة كبقية سرايا الكتيبة، دون أن تتراجع مترا واحدا.

كانت النتيجة أن استشهد من السرية 97 ضابطا وجنديا، من أصل قوة السرية البالغة 101 ضابطا وجنديا. وأما الأربعة الباقون فقد أصيبوا بجراح ولم يكونوا قادرين على القتال، فتم أسرهم إلى أن عادوا إلى الأردن لاحقا في عملية تبادل الأسرى. وبأدناه صور لموقع معركة تل الذخيرة، حيث أقام العدو صرحا لقتلاهم مع مخطط يوضح مجرى العملية.

وقد شهد قائد اللواء العقيد مردخاي غور بشدة مقاومة الجنود الأردنيين في تلك المعركة حيث كتب قائلا : ” على الرغم من أنني شاركت في عدة معارك في خدمتي العسكرية، إلاّ أن ما شاهدته في هذا القتال وما سمعته من القادة خلال تجوالي عليهم من موقع إلى موقع، كان أمرا لا يُصدق.

وكما قال لي أحد القادة : عندما سرت باتجاه مفترق الطرق، كان معي أربعة جنود فقط ممن بقوا أحياء من سريتي. وهناك سرية أخرى كانت قد احتلت هضبة تلة الذخيرة من الناحية الجنوبية، لم يبق منها بعد انتهاء العملية سوى سبعة جنود “.

واليوم فإن الجيش الأردني يحافظ على مسيرته الثابتة، في الدفاع عن الأردن على مختلف واجهات الوطن، ضد تهريب الأسلحة والمخدرات، التي تفتك بالمواطنين لدينا، ولدى دول الجوار العربية، بينما أبطال الخطابات في الشوارع يختبئون في أكواخهم، بلا فعل ينفع الآخرين، ثم يوجهون اتهاماتهم وسمومهم نحو الشرفاء، الذين يحمون الوطن ومواطنيه، ويحافظون على أمن وسلامة عائلاتهم في مختلف الأوقات.

والجيش الأردني . . مستعد لمواصلة كفاحه من أجل فلسطين كما فعل في الماضي، ولكن من خلال تقدير موقف استراتيجي سليم وخطة مدروسة، تكون فيها احتمالات النصر عالية. ولكنه لن يلجأ إلى مغامرات غير محسوبة النتائج، ولن يستجيب لمثل تلك الأصوات الشعبوية غير المسؤولة، التي يصدح بها أبطال المظاهرات في الشوارع، لأن نتائجها لن تكون إلاّ وبالا على الجميع كما نشاهد اليوم . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى