الجولان عربي سوري / عمر عياصرة

الجولان عربي سوري

رد فعل النظام الرسمي العربي على اعلان ترامب ضم الجولان لإسرائيل جاء باهتا، لا يرقى لمستوى وقيمة الرعونة الامريكية التي تتعامل مع عواصمنا كأنها ممتلكات خاصة.
الاتراك والايرانيون، حتى الاوربيون كانوا اكثر صلابة من العرب في رفضهم، وفي سرعة تعاملهم مع الشطط الذي يمارسه ترامب تجاه الجولان.
الادارة الاميركية فقدت توازنها واتزانها، واصبحت تنام في سرير اسرائيل، اما ترامب شخصيا فأضحى «سانتا كلوز» بالنسبة لنتنياهو، يقدم له الهدايا الكبيرة ليفوز بالانتخابات.
ما تقوم به واشنطن نوع من الجنون غير مسبوق، وبتقديري انها بسلوكها الاعمى المنحاز لإسرائيل تقترب من تفجير المنطقة وادخالها في حالة التيه.
حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة (الرياض والقاهرة) يتحملون جزءا كبيرا من تنمّر الادارة الامريكية وانحيازها الاعمى لإسرائيل.
سكوتهم، صمتهم، شرعنتهم لكل خطوة امريكية، افقدهم ميزة «الفرامل» التي كانت تعمل على عدم انحياز امريكا السافر لإسرائيل على حساب الحقوق العربية والفلسطينية.
جزء كبير من جنون ترامب سببه المواقف المتخاذلة لعواصم عربية ثقيلة، تلك حقيقة علينا مواجهتها، فلا يعقل ان نتحالف ونشتري السلاح وندفع المليارات، وفي النهاية تأثيرنا في السياسة الامريكية صفري ومحزن.
كيف سنتصرف حيال ادارة ترامب؟ سؤال هام، يجب ان يعتمل في عقولنا طويلا وسريعا، فبالامس القدس عاصمة لإسرائيل، واليوم الجولان هدية لنتنياهو، وقادم الايام سيحمل كثيراً من الاهانات.
ترامب يراهن على حالة الضعف العربية وانكشافها الاستراتيجي، فالدولة السورية مثلا عاجزة عن الرد، وباقي العواصم غارقة في رعبها الداخلي ورغبتها الجامحة بتسول الشرعية الامريكية.
اكثر ما يقلقني في القرارات الامريكية حجم كونها محسوبة ام لا، وهل هي جزء من مخطط شمولي ام انها مجرد انحيازات انفعالية ستصطدم بضرورات التطبيق فتقف عند حدها.
جراءة ترامب على القدس والجولان لا يغتفران، فهندسة المنطقة وتسوياتها التاريخية ليست حكرا على «العنصري الذي يدير البيت الابيض»، فالمنطقة إن رضخ حكامها لن تصمت شعوبها ولن ترضى بهذا الهوان.
مرة اخرى واخيرة، ترامب يقود المنطقة الى انفجار ضخم، غير محسوب العواقب والاثار، اما صمت عواصم عربية بعينها فسيعود عليها بالوبال، وستحاسب يوما على افعالها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى