الجوع بسبب التعليم : “رعي جائر” وفقر في الرؤيا !!!

الجوع بسبب التعليم : “رعي جائر” وفقر في الرؤيا !!!
د.كمال الزغول

يخسر الاردنيون ثلثي اموالهم على التعليم بدءاً بالمرحلة التحضيرية للدخول للمدرسة الابتدائية(الروضة) وحتى التخرج من الدراسات العليا، المرأة الاردنية مكافحة جدا تبيع ذهبها لتعليم ابناءها والرجل يبيع ما يملك من اجل تعليمهم واخراجهم الى مسرح وطني لا يُقدر قدرة الاب والام على تأهيل مواطنيه بطريقة فائقة ومؤهلة للدخول الى سوق العمل.
ما زال هناك مشكلة لدى الحكومات في الأردن في عدم فهم مشكلات المواطن ، حيث يُفهم الوضع الاقتصادي في الاردن على انه جوع وفقر نتيجة نقص الطعام والشراب .الا ان المشكلة عكس ذلك تماما، ففي كل عائلة على الاقل اربعة أفراد استهلكوا اموال آبائهم من اجل الجلوس على مقعد دراسي، ولم يبق الا القليل لشراء الطعام. الدول التي تُعنى بتأمين العيش الكريم لمواطنيها هي التي تهتم بالتعليم والصحة ، معظم دول العالم تُخصص نسبة من اموالها للتعليم المجاني والعلاج المجاني مقابل دفع المواطن للعمل فقط من اجل تأمين لقمة العيش التي لا يؤثر عليها لا تعليم ولا صحة.

عدم مشاركة المؤسسات التعليمية الحكومية في دفع مسار البحث العلمي الى الاتجاه الصحيح ادى الى هجرة المتعلمين الى الخارج، وتمت خسارة المؤهلين ، ولذلك قلّت الخبرات في المصانع والمستشفيات والدوائر الاقتصادية في الدولة، لأن التعليم اصبح من مسؤولية المواطن لا الدولة وهذا يظهر بوجود المراكز الثقافية التي تقدم الدروس الخصوصية في كافة التخصصات حتى عن الثقافة الوطنية للبلد..!! .

إن مسألة الجوع والفقر لا تتعلق باستخراج البترول ولا الغاز ، ولا بعدم وجود مصادر ريعية تُعوض النقص في رواتب المواطنين ، انما هي مسألة ادارية تتعلق بالقواعد الاساسية لبناء الدول مثل التعليم والصحة واحترام المواطنة ، فلو كان التعليم لدينا مجانيا وكذلك النظام الصحي لما احتجنا الى رفع رواتب المواطنين ،لأن ما يدفع من قبل المواطنين للتعليم سيتحول للطعام والشراب وتقليص فجوة الفقر العائلي بسبب “الرعي الجائر” الذي تمارسه المدارس والجامعات في جيوب المواطنين. وعليه فإن المسببات التي جعلت المواطن مُدرسا ومُعلما لنفسه هي بالضبط نفسها التي جعلت الدوائر الاقتصادية الحكومية مفقرة لنفسها وبالتأكيد هي نتاج فقر في الرؤيا وليس نتاج النقص في الاموال .
Alzghoul_kamal@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى