الجانب المشرق في حياة هتلر – 2

الجانب المشرق في حياة هتلر – 2
موسى العدوان

الكثير من القراء ينظرون إلى الزعيم الألماني السابق هتلر، نظرة سوداوية، متأثرين بالدعاية الغربية والصهيونية.

والحقيقة أن هتلر كان له فلسفته الخاصة في القيادة وإدارة الدولة في بداية حياته السياسية. فقد كان وطنيا محبا لشعبه الذي يعتبره أفضل شعب على وجه الأرض.

وحاول أن يحقق هذا الحلم بالسيطرة على العالم وقيادته، ولكنه عند توليه الحكم تحول إلى دكتاتور لم يأخذ بآراء مستشاريه، فوقعت الكارثة في الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

ولكن بعيدا عن هذا الجانب، دعونا نتعرف على فلسفته القيادية في شبابه قبل أن نحكم عليه سلبا أو إيحابا.

” يقول هتلر في كتابه بعنوان ” كفاحي” وأقتبس :

( لست أدري أيهما لوعني أكثر من الآخر، بؤس سواد الشعب المادي، أم انخفاض مستواه الخلقي ؟
فقد لاحظت انعدام الشعور بالواجب في أوساط العمال والصناع. فرب العائلة يهمل شؤون بيته ولا يعنى بتربية أولاده، لأن تحصيل الكفاف أو ماهو دون الكفاف يستأثر باهتمامه. وانعدام التربية البيتية في مجتمع متفسخ كالمجتمع النمساوي، يؤدي حتما إلى استرخاء الوشائج التي تشد الأبناء إلى الآباء، وتشد بالتالي العائلة إلى الدولة.

إن الفقر هو صنو الجهل وصنو المرض، ومتى اجتمع الثلاثة كفر الشعب بالدولة، ومات في النفوس كل شعور وطني.

إن تحويل الشعب إلى أمة خلاقة، يفترض قيام وسط اجتماعي سليم، يعمل على تنشئة المواطن تنشئة وطنية، ولا يستشعر المواطن بالاعتزاز والانتماء إلى بلده، إلا من يتعلم في البيت والمدرسة حب الوطن، ويقدر أمجاده في ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد.

إن الإنسان لا يناضل إلا من أجل من يحب، ولا يحب إلا ما هو حري بالتقدير والاحترام. فكيف يطلب من مواطن أن يحب وطنا ويقدره وهو يجهل تاريخه، ولا يشعر في كنفه بأنه ينعم بما تؤمنه له دولته، ما تؤمنه الدول الأخرى لرعاياها من طمأنينة وهناءة ؟ ). انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :

١. ألا يحمل هذا الكلام حكمة ووطنية حقيقية ؟
٢. ألا يشبه هذا الحال من عدم الشعور بالمسئولية ما تتصف به مجتعاتنا العربية هذه الأيام.
٣. ألا تحتاج هذه المجتمعات، إلى أعادة بناء على أسس وطنية متينة كما وصفها هتلر ؟
٤. وبعيدا عن الاتهامات الموجهة للرجل الغائب عن الوجود، في إشعال نار الحرب العالمية الثانية، هل يمكن أن نثمن فلسفته وحبه لوطنه ؟ أعتقد وبرأيي الشخصي أن الجواب المنصف سيكون إيجابيا. . !

التاريخ : 16 / 5 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى