الثورة العربية الكبرى في نظر العماد مصطفى طلاس
موسى العدوان
#العماد ( الفريق ) مصطفى #طلاس ( 1932 – 2017 )، وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة #السورية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، نشر كتابا مدعوما بالخرائط في عام 1978 بعنوان ” #الثورة #العربية الكبرى ” جاء في 800 صفحة، أقتبس جزءا من مقدمته البليغة وسردها الجميل الفقرات التالية :
” شُغفت بالثورة العربية الكبرى منذ نعومة أظفاري، وأنا كطفل عربي تهزني النخوة العربية، وتستثيرني الحمية الوطنية، وتستهويني البطولات العسكرية . . ولقد تجمعت كل هذه المناقب والسجايا الحبيبة على نفس كل إنسان، في الثورة العربية الكبرى التي فجرها الحسين بن علي في صيف 1916، عندما أطلق الرصاصة الأولى في سماء مكة المكرّمة، معلنا بداية الجهاد والنضال المسلح ضد الأتراك العثمانيين، الذين وطئوا ترابنا العربي باحتلال بغيض أمتد أربعة قرون.
ثمة حافز آخر حبب إليّ هذه الثورة المجيدة، هو ما تحلى به قائدها ( شريف مكة ) من خُلق كريم، ومن مزايا ومناقب تعيدنا إلى أيام الشموخ . . إلى فجر الإسلام عندما أعلن الرسول العربي في مكة، الدعوة الإسلامية مؤذنا بميلاد عهد جديد، اهتزت له الدنيا في مشرق الأرض ومغربها . . وكانت الثورة الإسلامية . . وكانت وحدة الأمة العربية . . على يد رسول الله وخلفائه من بعده.
ولذلك لا غرو إذا استبشر العرب الخير كله في ثورة الحسين بن علي، لأن الانطلاقة جاءت من مكان عزيز على قلوب العرب . . من رجل حبيب إلى قلوب العرب، يعود بأصله العريق ومحتده العظيم إلى الدوحة الهاشمية الشريفة إلى آل هاشم أول من ثرد الثريد وهشمه لأهل الحرم، وهذه دلالة قاطعة على الكرم. ورجل هذه سجيته لا يمكن إلاّ أن يحوز على كل المناقب التي تشكل القاسم المشترك للأخلاق العربية، التي يعتبر الكرم في مقدمتها دونما شك . . !
وعندما انتسبت إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في ربيع عام 1947 كان أول ما لفت نظري في دستور الحزب، أن علم ( البعث ) هو علم الثورة العربية الكبرى. ولذلك فقد ازداد تقديري لهذه الثورة التي تعبر عن بداية عصر الانطلاق وتحرير أمتنا العظيمة، من الاحتلال التركي الذي كاد أن يقضي على كل القيم العربية مستترا بجلباب الخلافة الإسلامية. انتهى الاقتباس.
- * *
التعليق : هذا ما كتبه العماد مصطفى طلاس في مقدمة كتابه الضخم، ولا أعرف كيف وجد سيادته الوقت الكافي لديه، لكي يكتب كل هذه المعلومات، والعودة إلى مراجعها المتعددة، لاسيما وأنه كان على رأس عمله في ذلك الحين ؟ أم أنه استعان ببعض #المؤرخين #السوريين، لكي ينوبوا عنه في كتابتها ؟
كما أنني لا أعلم إن كان العماد طلاس في كتابه هذا، كان مقتنعا بما كتب وأرّخ خدمة للتاريخ والأجيال اللاحقة، أم لمكاسب مادية ؟ ولكنني أذكر أنه في أواخر السبعينات الماضية، قدّم طلاس للقائد العام للقوات المسلحة الأردنية الشريف زيد بن شاكر، نُسخا كثيرة من هذا الكتاب، اعتبرها الشريف هدية من العماد إلى ضباط القوات المسلحة الأردنية.
ولكن بعد فترة غير بعيدة، اتصل العماد مصطفى طلاس بالشريف زيد، وذكّره بأنه لم يرسل له اثمان الكتب التي أرسلها إليه. خجل الشريف من هذا الطلب الذي لم يتوقعه، فاعتذر منه بأدبه الجمّ، وأرسل له مبلغا من المال لم أطلع عليه ولا أعلم مقداره. وهذه رواية كنت شاهدا عليها في حينه، وأطلب اليوم من الله تعالى الرحمة وخير الجزاء للجميع.
التاريخ : 6 / 8 / 2021