المسرح أيام العيد..عرض (الآن فهمتكم) و ( فشة غل)

عمّان – جمال عياد- يلتقي محبو المسرح الكوميدي، خلال عطلة عيد الفطر، مع مسرحية «فشة غل» من تاليف يوسف العموري وإخراج حسين طبيشات، التي تعرض يوميا ابتداء من ثاني أيام العيد على مسرح عمون، في العبدلي، ومسرحية»الآن فهمتكم» من انتاج وبطولة موسى حجازين، وتأليف أحمد حسن الزعبي، وإخراج محمد الضمور، والتي تقدمها (فرقة المسرح السياسي)، التي أنشأها الكوميدي موسى حجازين ومجموعة من رفاقه الفنانين، والتي تقدم باكورة اعمالها في الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء (30/8) المقبل، على مسرح الكونكورد في العبدلي، مقابل وزارة التجارة.
توجه مشاهد ولوحات «فشة غل» نقدها لحالة الانخفاض الحادة المستمرة في مستوى احترام المواطن الأردني، تجلى ذلك في حوار شخصية «العم غافل» :»المواطن لم يعد له ولاء للوطن، بسبب أن حقوقه مهدورة، وأن الأزمة ليست اقتصادية حسب، وإنما أيضا اخلاقية».
ويمضي نص المسرحية في تشريح الواقع العربي، عبر طرح الثنائيات المتناقضة، ووفق حوارات شخصية العرض الرئيسة حسين طبيشات أساسا: «أحد المسؤولين العرب أقام عيد ميلاد له بكلفة 2 مليون، بينما هناك مواطنون لايجدون كسرة الخبز، ويواصل حواره: «هناك دولة كلفة المونديال الذي تقيمه مستقبلا، 140 مليار، بينما 100 مليار، فقط تحيي الأمة العربية برمتها وتقذف بها نحو مستقبل مزدهر»
ووصفت ذات الحوارات، في السياق الكوميدي الساخر حال المواطن العربي، «عيشتنا مثل الكلاب»، وعن حال الأقطار العربية؛ بأن السودان أصبح أثنين، واليمن ثلاثة، وليبيا (..زنقة ..زنقة ..والله أعلم)، راصدة المستجدات السياسية والاجتماعية، السائدة في عموم الاقطار العربية نتيجة لثورات الربيع العربي السائدة الآن، وأثرها على نفسية المواطن، لجهة تقديم العطاء المتواصل لمجتمعه ووطنه.
بينما اكدت الأبنية العميقة للمسرحية بأن من يواجه الفساد يفقد موقعه ويغادر وظيفته، ليظل الفساد هو الأقوى والسائد، رغم وجود الأمنيات والجهود المخلصة لإفشاء القيم الأخلاقية الحميدة في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية.
بينما «الآن فهمتكم» يقول حجازين، الرسائل فيها تنتقد السلطة الإستبدادية، وبخاصة تجاه الشعوب، سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا، كما وتعري أبنية المسرحية السطحية والعميقة الفساد، كظاهرة تعيق تطور البلاد والعباد، وتطرح مطالب الشعوب العربية في التحرر والانعتاق من تكبيل الحريات، وبناء الديمقراطية وإجراء الإصلاحات الفعليتين، وليس الديكوريتين.
وعن فرقته المسرحية الجديدة (فرقة المسرح السياسي)، كان السبب الأساس في ظهورها، هي تداعيات ثورات الربيع العربي الثقافية، التي أنشأها حجازين ومجموعة من رفاقه الفنانين، ومنوها إلى أنه وفريقه المسرحي، يحاولون من خلال أطروحات هذا العمل، التي تجيء في ساعتين، الإرتقاء إلى طموحات نبض الشارع العربي، ومشيرا لذلك جاءت أطروحات المسرحية تعبر عما يمور في وجدان مختلف الشرائح الاجتماعية.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى