التوجيهي .. نجاح وخمس قضايا معلقة!!

#التوجيهي .. #نجاح وخمس #قضايا_معلقة!!

د. ذوقان عبيدات

من الإنصاف أن نذكر أنّ #وزارة #التربية قد نجحت في عقد امتحان التوجيهي بعلامة مرتفعة! مع أني ضدّ أي علامات وامتحانات مماثلة! نجحت الوزارة في التهيئة للامتحان، وعدم الالتفات لتوصيات وقرارات لجان، نجحت في خلق بيئة هادئة للامتحان، ونجحت في تبريد أي تحريض إعلامي أو أسَري، أو غوغائي من بعض الطلبة! نجحت الوزارة في عدم خوض أيّ جدل مع أيّ أحد! هذا النجاح يُعزى إلى إدارة فنية وعملية ومجتمعية فعالة!

إذن: توجّب تهنئة الوزارة بكل كوادرها وليس فقط قيادتها. هذا النجاح لم يحجب ظهور عددٍ من القضايا الموروثة تاريخيّا.

مقالات ذات صلة

1- القضية الإعلامية

تمثلت بزيارات متتالية تنافس فيها المسؤولون: كبارًا وصغارًا. تنافس رئيس الوزراء والوزير والأمينان، ومديرو التربية، وفِرَق التفتيش الوزارية وذلك تحت ذريعة الاطمئنان عبر زيارات الميدان، مذكّرين بجولات عمر بن الخطاب على الرعيّة لتفقد أحوالها. مع فارق أن سيِّدَنا عمرَ لم يكن يملك مساعدين، ولم يصطحب معه أجهزة الإعلام من شعراء وغيرهم.

خلافًا لعمر اصطحب مسؤولونا كل ما يمكن حمله من أدوات وراكبي موتوسيكلات، وحاملي كاميرات، ومنظمي بروتوكولات! كان المسؤول مدجّجًا بفريق متكامل لنشر الصور قبل انتهاء الزيارة، وقد قلت ذات مقالة: كان المسؤول يتجول بين المفحوصين، ويختار أحدهم ويحنو عليه” حنوّ المرضعات على الفطيم”، ولا يهدأ له بال حتى يطمئن من الطالب على أن الأمور بخير، وما زال سؤال يحيّرني: ماذا لو كان الطالب “بِجِحًا” وقال ما لا يطمئن المسؤول؟ وما المساعدة التي يمكن تقديمها؟

لدينا غرفة عمليات تسمع همسات كل قاعة، وإيصالها إلى الجهات المعنية لتعالج أي خللٍ في لحظته!

2- الغش والحرمان

الغش ظاهرة أخلاقية سلوكية في ضمائر معظم الناس، حرّمها الدين والأخلاق والقانون! ومعاقبة الغش تفاوتت بين الوقاية أولًا وثانيًا وثالثًا، خاصة عند التربويين، وأخيرًا حرمان من يغش من الإفادة مما غشّ! وذلك بخصم علامات كان غشّها، أما أن نضع قانونًا يقول: من يغشّ يُحرم من الامتحان، هذا قفز إلى آخر قلّة الحيلة! ترى لو فكرنا بأن حرمان حوالي ثلاثمائة غشّاش يعني تدمير ثلاثمائة أسرة وطالب بمخالفات كان يمكن احتواؤها!

والغش تربويّا: فإن وجود الغش يعني خللًا في نظام التعليم ونظام الامتحان!

3- أسئلة التوجيهي

عهدنا أيام زمان أن الفاحصين عادة يقيسون ما لا يعرفه الطلبة، أو يقيسون ما يسهل قياسه.

فمن الذاكرة:

سؤال: ما الاسم القديم للجبل قبل أن يتغير اسمه.

سؤال: أعرب:

نِعِمّا الرجل، أو لإيلاف قريشٍ.

سؤال: لم يكن عمرُ عادلًا لسببٍ واحد، بل لعدة أسباب، اذكرها!

وفي امتحان هذا العام طلبنا من الطلبة؛ وا حَرّ قلباه ممّن قلبه شبِمُ! وطلبنا تشكيل حروف كلمة الربويين، حيث تلفظ بشكلٍ صحيح!
مرة ثانية: إنهم يقيسون ما لا يعرفه الطلبة، أو ما يسهل قياسه، أو ما ليس مفيدا أو ما ليس ضروريّا معرفته لدى الطلبة.

4- الافتخار بأن الأسئلة كلها من الكتاب!

غالبًا ما يصرح المسؤولون بأن جميع الأسئلة من المنهاج، وهم يقصدون الكلام! وهذا اعتراف صريح بما نقيسه، وبالالتزام الكامل بما لقّنّاه! فمتى نعلم طلابنا كيف يحلون مشكلاتهم بدل استرجاع معلوماتهم!

5- الاحتفال بالعشرة المبشرين

تعلن الوزارة النتائج باحتفال عام، تدعى له وسائل الإعلام يتصدره المسؤولون المعنيون وغير المعنيين، ليعلنوا نسب الفشل والنجاح، وليقولوا: حظًّا أوفر لغير الناجحين! وكأن النجاح حظٌّ لا مسؤولية! وليعلنوا الفروق الفلكية في كسورٍ مئوية بين الأول والثاني!!!!
وأخيرًا أتمنى أن يترك د. وجيه إعلان النجاح والنتائج للمدرسة، وأصلًا ليس من حق أحد أن يعرف معدل أحدٍ غيره!

لو فعلها د. وجيه لأعاد للامتحان مكانته الطبيعية كونه حدَثًا فرديّا!

أما ما يخص الوزارة دون تحليل وتطوير، فليس من المهم التشاطر به أمام الإعلام!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى