التوجيهي ،،، وحلم كل أردني 2 / د. خالد حُسين العمري

التوجيهي ،،، وحلم كل أردني 2
نحو مركز وطني للقياس والتقويم

عندما تحدثت في مقالتي الماضية عن إلغاء التوجيهي، وأنه حلم كل أردني لم أقصد في حينها عدم الإلتفات إليه ولأهميته، بل إلغائه بشكله الحالي وما يترتب على نتائجه من أمور على مستوى الوطن سواء قبولات الطلبة في الجامعات، أم تصنيف الموظفين، أم الترفيع لرتبة ضابط في القطاع العسكري وغيرها، وأيضا ما يترتب على التوجيهي بشكله الحالي من معاناة للطلبة وحالات الطواريء التي تصيب كل بيت ،، الخ. كما أن المطالبة بإلغاء التوجيهي بشكله الحالي يتطلب أن نطرح البديل، وهو الأمر الذي يمكن أن يحمله مركز وطـني للـقياس والتقويم على غرار العديد من الدول العربية، ولن نُعيد اختراع العجلة من جديد فالسعودية خاضت هذه التجربة منذ ما يزيد عن خمس عشرة سنة، وأتيحت لي الفرصة للظهور في حلقتين متتاليتين في التلفزيون الوطني السعودي لأتحدث عن اختبارات المركز الوطني للقياس والتقويم السعودي، وعن اختبار القدرات الذي يعقده، والاختبارات الأخرى.
واختبار القدرات هو اختبار القبول الموحد للكلية في الجامعات السعودية ويقدمه الطلاب والطالبات السعوديون في المرحلة الثانوية بجانب الاختبار التحصيلي ويقيس قدرات الطلاب في الرياضيات واللغة العربية وهو إجباري للقبول في الجامعات والكليات وكل جامعة تشترط درجة محدده من القدرات، ويقسم إلى قسمين: القسم الكمي :ويشتمل على أنواع الأسئلة الرياضية المناسبة لاختبار القدرات (وفقاً للتخصص في الثانوية العامة:علمي أو أدبي) ويركز على القياس والاستنتاج وحل المسائل، ويحتاج إلى معلومات أساسية بسيطة. أما القسم اللغوي فيشتمل على أنواع الأسئلة الآتية: استيعاب المقروء ، وإكمال الجمل ، والتناظر اللفظي ، والخطأ السياقي ، وأخيراً المفردة الشاذة. وهذا الاختبار يُعطى 30% من وزن درجة قبول الطالب تقريباً.
أما الاختبار التحصيلي فيقدمه الطلاب والطالبات السعوديون في المرحلة الثانوية بجانب اختبار القدرات، والاختبار نوعين الأول تحصيلي لمن يريد أن يدرس التخصصات في الكليات العلمية ويقيس قدرات الطلاب في مواد الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات في مقررات الصفوف الثانوية الثلاثة، والثاني اختبار تحصيلي لمن يريد أن يدرس في الكليات الأدبية ويقيس قدرات الطلاب في مواد التفسيروالحديث والتوحيد والفقه والنحو والأدب والبلاغة والتاريخ والجغرافيا، في مقررات الصفوف الثانوية الثلاثة. وهذا الاختبار أيضاً يُعطى 30% من وزن درجة قبول الطالب تقريباً. أما ما تبقى من وزن القبول فهو 40% تقريباً فتحتسب من معدل السنتين الأخيرتين في الثانوية العامة (الأول والثاني الثانوي).

إن الذي ننشده إنشاء مركز وطني للقياس والتقويم مستقلا عن وزارة التربية والتعليم العالي مرتبطاً بمجلس الوزراء يضطلع بالعديد من المهام والمسؤوليات أولاها عمل الاختبارات التي تلزم لقبول الطلبة في الجامعة كاختباري القدرات والتحصيلي سالفي الذكر. وثانيهما دعم وزارة التربية ذاتها بسبب استقلالية نتائج اختباراته لتراجع المناهج والتدريس من خلال تلك النتائج التي ستظهرها اختبارات القدرات والتحصيلي، وثالثهما تطوير وسائل القياس التربوي في كافة مستويات التعليم، وقياس المؤشرات التربوية والتحصيلية من أجل رفع كفاءة تلك المؤسسات، وأيضاً المساهمة في الكشف عن الطلاب ذوي القدرات والمهارات والإبداعات تمهيداً لرعايتهم وتوجيههم، بالتالي فإن هذه الاختبارات ستوفر معياراً إضافياً لقبول الطلبة يعتمد المعارف والمهارات والقدرات، ويقلل من وزن اختبار التوجيهي ونتخلص من مآسي التوجيهي بشكله الحالي.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى