التنفّس بعد سنوات القحط
تنفتح نفسية الأردنيين على التكهنات بمن ستؤول إليه ..وتجد عبقريتهم تتفوق على واقعهم ..قوائم رايحة و قوائم جاية ..ومن يضع كل قائمة يضع معها اسما أو اسمين (يزقّهم بالعقل) و أصلاً هو صنع الحكاية من أجلهم ..!
الأردنيون يعيشون هذه الأيام (فوضى جميلة) هي أشبه بالفوضى التي تأتي مع جرس انتهاء الحصة الثالثة في المدارس و الذي معناه الوحيد (هييييه هيييه فورصة) حيث ينطلق الطلاب في فوضى جميلة لممارسة ثلث ساعة من الاستراحة المنتهية سريعا للعودة لضوابط الحصص و معلمها و درسها الجاف و المليء بالانتظار (للترويحة)..!
يتأمل الآن الأردنيون في فوضاهم كثيراً ..يتأملون انخفاضاً للاسعار ..يتأملون عند نظر الحكومة إلى جيوبهم بل إلى قلوبهم التي تخفق خوفاً و حبّاً ..خوفاً على الأردن الوطن و حباً للأردن الديرة و الوطن و الملاذ..!
هم لا يفرحون باستقبال أية شماتة جديدة بأي شيْ . لأنهم يريدون أن يتنفسوا بعد سنوات القحط و المحل و النشفان ..سنوات عضّ الأردنيون على أصابعهم ألف مرّة ..وبكوا في دهاليز الليل مليون مرّة ..وأمسكوا بجمرهم ببواطن أيديهم مليار مرّة ..! أردنيون بلا حدود لحكومات بلا حدود أيضاً..!
كل ما يريده الأردنيون هو تجفيف منابع دموعهم مع تجفيف منابع الفساد ..و زيادة استقرارهم مع زيادة سعرهم في سوق المواطنة العالمي ..النوم بلا كوابيس مع النوم في عسل الأحلام الوردية ..!
الأردنيون أجمل بكثير من حكوماتهم ..و الأردنيون يعرفون كيف يستقبلون ويودعون ..ولكنهم يمرّون الآن بظروف استثنائية ..فقد ذهب الأردنيون الآن لشراء أحلام جديدة مع هذه الأوضاع الجديدة ,اكثرهم خاثفون وغير واثقين ..أرجو ألا ترفعوا سعر الأحلام عليهم ..أرجو ألا تنافسوهم على أحلامهم ..وأرجو أن تفسحوا لهم الطريق لتحقيق بعضٍ من أحلامهم الصغيرة و التي إن تحققت فإنها ستصبح معجزات ..! –
