أبو شاكوش يعود من جديد / فارس بلا جواد

أبو شاكوش يعود من جديد

لا ادري مالذي جعلني اتذكر تلك المواقف
فالجلوس في الحافله لمدة ٣ساعات
كفيله بان تجعلني ( اشرق واغرب)
تذكرت تلك الايام التي كنا فيها اطفالا
نلعب كرة القدم
وقمة المتعه كانت بمنافسة العشائر الاخرى
او القرى المجاوره
تتجلى تلك الذكريات عندما يسجل فريقنا هدف
ينكره الفريق المنافس
بحجة ان الكرة جاءت فوق الحجر الذي يقوم بدور القائم( عنّه)١
وهنا نظرا لعدم توفر تكنلوجيا العرض البطيء
كنا نلجأ الى الشرح المطول والتمثيل
ومحاولة استخدام خيالنا الواسع
وتطبيق نظريات الفيزياء الفضائية
لمحاولة تخيل القائم وكيف ان الكرة داخل القائم وليس خارجه
وفي حالات كثيرة كان الفريق المنافس يرفض احتساب الهدف
فتبدأ هنا عملية عض الاصابع
اي الفريقين يهمه اكمال المباراه وعدم ( التحنيق)
فنرضخ لرغبتهم خوفا من الوصول الى طريق مسدود ينهي المباراة
يذكرني هذاالموقف بنظريات وتفسيرات الفاسدين
الذين يستخدمون نظريات رنانه
وفيزياء يفوق مستواها مستوانا الارضي
فربما هي من خارج مجموعتنا الشمسية
لتبرير فشلهم او اهدارهم مواردنا الوطنية
ونحن هنا نتصرف كما كنا نتصرف في صغرنا
خوفا من الوصول الى طريق مسدود
تنتهي به المباراة
نرضخ لهم ولتفسيراتهم
ونعتبر ان افكارنا والحقائق التي توصلنا اليها( عنّه)
رغم انها اصابت كبد الحقيقة
ومما يزيد الطين بلّه
المحترفون الذين يكونون على دكة الاحتياط
وبالعادة هم من اللاعبين الذين يسكنون في قرى مجاورة
ويحسب لهم الف حساب( كونهم درسوا وتعلموا برا القرية)
الذين (يقززونا) بجملة :ادخلني ايها المدرب
وما هي لحظات حتى يسجل الهدف الذي طال انتظاره
ولكن بمرمانا
فيثقلو كاهلنا بمزيد من الضغط والاثقال
تماما كمن يبني لنا قصورا في الهواء
ويوهمنا بانه المخلّص الذي طال انتظاره
وعندما تحين الفرصه
يقع كما وقعت اشكاله
فتذهب كل الوعود والاحلام بالتعديل والتحسين وارجاع القدس…سدا
وكوني اتحدث عن ذكريات الطفولة
أريد ان أسرد ايضا قصة( ابو شاكوش)
وابو ( إجر مصلوخه)
التي كان والداي يخيفانا بها
عندما نصبح مصدرا للازعاج ليلا
حيث حسب ادعائهم كان ابو شاكوش
يهاجم البيوت ليلا ويضرب الناس على رؤوسهم بالشاكوش
وينهب مدخراتهم
اما ( ابو اجر مصلوخه)
فلا اعرف من هو ولا قصته حتى الان
كبرنا واكتشفنا ان هذه القصص
ليست الا قصص ما قبل النوم
وان هناك شخصيات يجب ان نخاف منها اكثر من هؤلاء
فقد عاد ابو شاكوش بحلته الجديده
وصار اسمه( ابو سيجار)
ولبس بدلة رسمية
ومارس نشاطه وضح النهار
( فانصقع على رأسه) الكبير قبل الصغير
وتوالت الضربات ضربةً بعد ضربة
(فدخنا)
وتظاهرنا بفقد الذاكرة
ليس لأننا جهّال
بل لأن للحكمة ضريبة باهضة احيانا
كبرنا وما زلنا نتصرف كالاطفال
ننسحب و نتراجع ونقنع انفسنا
بأننا على خطأ
املا ان تستمر المباراة
نضجنا وعرفنا ان ابو شاكوش قد تطور وتحوّل
ومع ذلك أقنعنا أنفسنا
ان شاكوشه لا يهدم الوطن
اللهم احفظ وطننا وشعبنا
فانت خير حافظا وانت ارحم الراحمين

١: عنّه مصطلح قروي كنا نطلقه على الهدف الذي يمر من فوق الحجر الذي يقوم مقام القائم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى