التقصي الوبائي خلال الحظر الشامل .. حقائق وأرقام

سواليف – خاص

كتب .. د. رائد الأزايدة   و  د. معاذ اللويسي

على الرغم من تبرير الحكومة المتواصل للحظر الشامل بإعطاء مزيداً من حرية العمل لفرق التقصي الوبائي ولزيادة اعداد الفحوصات اليومية إلا أن مجموع عدد الفحوصات التي تمت خلال فترة الحظر الشامل والذي امتد من منتصف ليلة الأربعاء ولغاية منتصف ليلة الأحد كان أقل بكثير من نفس الفترة للأسبوع السابق. حيث تم اجراء (78743) فحصاً خلال أيام الحظر في حان كان مجموع الفحوصات لنفس الفترة من الأسبوع الذي سبق الانتخابات النيابية(82943)مما يدل على انخفاض وتراجع لجهود وزارة الصحة في مهمة التقصي الوبائي الذي يمتلك أهمية عظيمة في سرعة الاستجابة للمرض وبالتالي رفع نسبة الشفاء، وإن كان تشخيص المرض نصف العلاج كما يقول أصحاب الاختصاص فلربما سرعة التشخيص جل العلاج.
و على صعيد أخر لا يقل أهمية فقد بلغت نسبة الاصابات المؤكدة من مجموع الاصابات رقماً مرتفعاً جدا لم يسبق تسجيله في الأردن حيث بلغت هذه النسبة ليوم السبت الموافق 14-تشرين الثاني تقريباً 29%. في حين كان معدل الاصابات المؤكدة مقارنة مع مجموع الفحوصات يزيد عن 26% خلال أيام الحظر، وإن اعتبرت هذه العينة ممثلة احصائياً للمجتمع الأردني (وهي ليست كذلك) فذلك يعني أن العدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا المستجد في الأردن يزيد عن 2.5 مليون شخص.
و أخيراً، عند مقارنة عدد الفحوصات التشخيصية لمرض كورونا مع مجموع عدد السكان لكل دولة نجد أن جهود الأردن في موضوع التقصي الوبائي ما زالت أقل من المطلوب بشكل كبير. فعلى سبيل المثال كانت نسبة عدد الفحوصات الى مجموع السكان في الأردن مساوية لـ 21.2% في حين أن النسب في كل من السعودية، الامارات، قطر، البحرين كانت كما يلي وعلى الترتيب %25، %149.5، 37.2 %، 109.5%. لذا نرى لزاماً على وزارة الصحة بذل مجهود مضاعف في مهمة التقصي الوبائي والاستعانة بالأطقم الطبية المعطلة عن العمل كالممرضين و فنيي المختبرات وغيرهم وان كان ذلك على حساب العمل الاضافي، كما انه من الضروري الإفصاح وبشفافية عن الفئات العمرية التي تتوفى الى رحمه الله في التقارير اليومية مع بيان السيرة الذاتية لهؤلاء المرضى وجعل كل هذه المعلومات متوفرة على شكل قواعد بيانات يمكن للباحثين الاستفادة منها لدعم جهود الحكومة في محاربة هذا الوباء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى