التفاؤل الذي يصنع الهزيمة / كامل النصيرات

التفاؤل الذي يصنع الهزيمة

يطالبني الكثيرون بالتفاؤل..وهي أكثر كلمة تطاردني..وأكثر كلمة منكدة عليّ حياتي..لدرجة أن هذه الكلمة هي مصدر من مصادر تشاؤمي وتلك مفارقة عجيبة..!
أحاول دائماً أن أجيب على السؤال التالي: هل التفاؤل يصنع صناعةً أم أن له معطيات وتفاصيل تبني عليها تفاؤلك؟!.. حسب اعتقادي أن الأمل هو الذي بلا معطيات..الأمل يجعلك تشعر بأن السواد سيتغير بلا أسباب؛ سوى أنك تستخدم إحساسك بأنه : مش معقول تبقى الأمور هيك..! أمّا التفاؤل – وحسب قناعتي- فيجب أن يكون له معطيات فلا يعقل أن أقول للناس : أنا متفائل بالغد دون أن أذكر لهم لماذا أنا متفائل؟ .
أمّا الذين يتعاملون مع التفاؤل باعتباره تحصيلا حاصلا فهذا ضياع للأحلام و(تهزيم) لأية بارقة انتصار قد تأتي ..كالذين يتعاملون مع كلّ مصيبة باعتبارها أمراً خفيفاً لأن مصيبة غيرهم أكبر؛ كالذين يجوعون كلّ يوم ولا يأكون إلاّ الخبز البائت وينظرون للأمر باعتباره (شيئاً واواً) لأنّ غيرنا (مش لاقيينه)..!
جميلٌ ألاّ تموت وأن تعيش..ولكن الأجمل كيف تعيش..؟ كيف تحوّل الأمل إلى تفاؤل بمعطيات حقيقيّة ..لا أن تضحك على البشر بتفاؤل لا معطيات فيه..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى