التعليم والثقة الراجعة / د . كمال الزغول

التعليم والثقة الراجعة

عندما يدخل التعليم على خط التجارة حتما سيخضع للربح والخسارة، كما هي الآن مستشفياتنا ومؤسساتنا الأخرى ، فلم يعد هناك بنية فوقية حقيقية واصبحنا في مؤخرة ترتيب الدول في كل المجالات، دربت جيوشنا جيوش الآخرين، وعلمت وزارة معارفنا معارف الدول الاخرى، ودرب أمننا جميع مداخل عام امن الدول ، ساهمنا في بناء الشرطة والجيش والدفاع المدني للدول، واهديناهم تجاربنا ، لكنهم غلبونا فهنيئا لهم على ريادتهم ، التجارة بالمبدأ ادت الى خسارته، والتمسك به هو من يؤدي الى بنيان الدولة الصحيح، انهارت مدارسنا الحكومية لدينا، ودفعنا ثمن ذلك امولا طائلة لتدريس ابنائنا خارجها، تُهنا في بلدنا عندما اهتممنا فقط في القروض ونسينا التأهيل البشري في مؤسسات التعليم في المدن والصحاري والجبال.

اليوم وبكل حزن ينتابنا الفشل من كل شيء ، تستهلكنا الحياة بجميع اشكالها ، تستهلكنا الواسطة والمحسوبية، ونُضحي باموالنا من اجل نزول الى انتخابات ، او احتفال بنجاح موهوم غير معترف به في الدول الاخرى، نستدين ثمن “كنافتنا” لنقدمها احتفالا بذاك النجاح الطفرة، كما نستدين كفاءتنا عندما نتقدم لأي وظيفة، هزمتنا العادة والترحيب بالسادة، فهناك عطوفتة يستنشق عطافته بكبرياء ، وهناك مُستشيخ تميل عباءته في موسم الاحتفالات والذكريات.

فعلامات مرض تعليمنا ظهرت بعدما اُنتزع الاعتراف بجامعاتنا، وهو أمر خطير سينتهي بتحييد عقولنا عن الواقع الاقليمي والدولي، وعلينا ان نستعيد ثقة واعتراف الآخرين بنا ،لأن الدول عندما تنشأ تنتزع الاعتراف بها من المجتمع الدولي باستقلاليتها ، وتتوج استقلالَها ببناء مؤسساتها المدنية وتتقدم للامام ،وحجر الأساس يكون عندئذ هو التعليم في تلك الدول، فإذا صلح التعليم صلح الأمر كله واذا فسد فسد الأمر برمته ،فالتعليم هو الثقة الراجعة بالخير الوفير ،فما بالك اذا انتزع الآخرون منك ثقتهم بتعليمك وآمنوا بجهالتك….فماذا تفعل !!!
الدكتور كمال الزغول
Alzghoul_kamal@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى