#التعليم في #الأردن عندما يهدف لتخريج #موظفين… لن يتغير #الحال.
م. #حسام_الطراونه
الرئيس التنفيذي . نادي الإبداع- الكرك
يعلم الجميع ان اليابان و المانيا بعد هزيمتهما في الحرب العالميه الثانيه نهضتا بقوه بل اصبحتا نموذجا للتطور و النمو الاقتصادي العالمي
و الجميع يعلم كذلك ان مصدر هذه القوه كان فقط التعليم الجيد و البحث العلمي بالاضافه إلى الاراده و الجديه في العمل و كذلك الحال كان في كوريا الجنوبيه، سنغافورة، ماليزيا و الدول الاوروبيه ، تعليم هذه الدول ارتبط بمتطلبات سوق العمل، تعليم تقني، تطبيقي اساسا، تعليم يعلم التفكير، تعليم يشجع الابتكار و الإبداع، تعليم يكسب المتعلم مهارات و لا يعتمد على التلقين و الحفظ و حشو المعلومات
بل على أدوات معرفه تمكنه من النجاح و التفوق ثم العيش الكريم و حتى الرفاهية
اما الحاله المعاكسه لما سبق ذكره فهو حاله التعليم في بلدنا ، تعليم تلقيني ، نظري ،بعيد كل البعد عن متطلبات سوق العمل و خاصه مع التطور التقني و الرقمي العالمي الهائل و المتسارع و توجهات الاقتصاد العالمي الجديده . لا يكتسب الطالب مهارات في تعليمنا و لا ادوات للمعرفه تمكنه من التفكير و حل المشكلات و هو تعليم بعيد جداعن البحث العلمي و منهجيته
بل ان كل المناهج و الامتحانات تعده
ليكون موظفا في أحسن الأحوال و مما يزيد الوضع تردي ان غالبيه طلبتنا في الجامعات تم برمجتهم من الجامعات و من المجتمع و ثقافته ليكونوا موظفين … و أصبح طموح غالبيه طلبه الجامعات ان يتخرجوا ليصبحوا موظفين في القطاع العام الحكومي…!!! و يبحث عن واسطه لذلك و ان لم يجد يصاب بالاحباط و الاكتئاب . حتى لو سلمنا بهذه الحقيقه و ان هذا حالنا و لسنا اليابان
او المانيا…هل هذا الطموح العظيم في الحصول على وظيفه حكوميه متاحا ؟ للأسف الجميع يعرف ان هذا غير متاح فالجهاز الحكومي مشبع ، متخم و مترهل ..عدد طلبات التوظيف في ديوان الخدمه بلغ ( ٤٨٦) الف طلب…، عدد الطلبه على مقاعد الدراسه الجامعيه ( ٣٤٤) الف طالب في الأردن فقط، الان سيضاف هذا الرقم في مده أقصاها ٥ سنوات إلى مخزون الطلبات في ديون الخدمه المدنيه . سيكون هذا الرقم في المده بين ٧ إلى ٨ سنوات مليون طلب توظيف… سيتضاعف عدد جيش العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات و الذي وصل الان إلى ٧٩%
بين الاناث و ٢٧% بين الذكور. مع التأكيد ان جيش من الموظفين لن يساهم في التنميه الاقتصاديه و مشكلتنا في الأردن اقتصاديه اساسا
بل سيقدم هذا الجيش من الموظفين خدمات في مجتمع استهلاكي لن تحقق نموا اقتصاديا بل خدمات لن تغير واقع الحال
يبقى القطاع الخاص الذي لن يقبل الا من يقدم له قيمه مضافه، من يمتلك مهارات ، من يقدم حلول و كل هذا ضمن منافسه شديده و بالتأكيد لن يكون هنالك مكان لمن تم برمجته ليكون موظفا و خاصه خارج العاصمه
التوسع في تأسيس جامعات ( عدد الجامعات في الأردن ٣٩ جامعه…..!!)
لن يخدم التنميه الاقتصاديه و الاجتماعيه الحقيقيه بل يخدم تخريج موظفين و عاطلين عن العمل
التوسع في القبول ايضا لن يخدم ( في أمريكا يتم قبول ٤٨% من خريجي الثانويه العامه و في الدول الاسكندنافيه يتم قبول ١٧% في الأردن يتم قبول ٨٧% من خريجي الثانويه …..!!!)
التوسع في الدراسات العليا حول التعليم عندنا من تعليم نوعي الى تعليم كمي يرفد عدد العاطلين عن العمل… تم الغاء
شروط القبول السابقه( تقدير جيد على الاقل
و اجتياز امتحان التوفل و المنافسه)
و لم يبقى سوى شرط واحد ان تدفع
رسوم.. و تحصل على الشهاده العليا
و أيضا هذه الفئه انضمت إلى من ينتظر الوظيفه….
ماذا يعني زياده عدد مقاعد الطب في الجامعات… يدرس حاليا على مقاعد
الطب( ١٩) الف طالب و مثلهم في الخارج اي ( ٣٨ الف طالب طب ) حسب تصريح وزير التعليم العالي… هل نستوعب هذا الكم من اطباء المستقبل؟
لا بد من تطوير بل ثوره تعليميه تواكب العصر و تواكب حاجاتنا في التقدم و متطلبات سوق العمل القادمه
لا بد من تطوير و توسع حقيقي في التعليم و التدريب المهني.
لا بد أن ينسى شبابنا ان الوظيفه الحكوميه هي غايه المنى بل هناك فرص و غايات اخرى
لا بد أن يتضمن تعليمنا و يواكب التطور المتسارع في التقنيات الرقميه
و الذكاء الاصطناعي و البرمجيات
لا بد من تغيير أسس القبول في الجامعات و عدم اعتماد معدل التوجيهي بل امتحان قبول من الجامعه.
لا بد من تغيير شامل لامتحان الثانويه العامه بحيث يصبح امتحان
مدرسي فقط اما القبول في الجامعات فهذا يجب أن يكون من اختصاص الجامعات.
لا بد من مفهوم مجتمعي جديد حول
التعليم ، ما هو ؟ أهميته ؟ هدفه بعيدا
عن المظاهر الاجتماعيه الشكليه و المضلله و يكون قريبا من التقدم و التنميه و النهضه.
سنغافورة كانت دوله فقيره جدا ، بحيث انهم لم يحصلوا في عام ١٩٦٢
حتى على ماء صالح للشرب و كان دخل الفرد الاقل في العالم ( ١٢٠) دولار للفرد في السنه، أصبحت سنغافورة اليوم الأغنى في العالم و أصبح دخل الفرد الأعلى في العالم
(٥٩) الف دولار للفرد في السنه. تم ذلك فقد بالتعليم الجيد و البحث العلمي .
اتيحت لنا قبل عامين زياره المانيا في رحلة دراسيه اطلعنا على تجربه ولايه
بافاريا حيث كانت نسبه البطاله في هذه الولايه عام ١٩٨٧ ، ٤٠% . استطاعوا تخفيضها إلى ٢% فقط خلال سنوات كما أخبرنا احد كبار المسؤولين فقط بالتعليم و التدريب المهني حسب حاجه سوق العمل.
و اخيرا التعليم مسؤوليه مجتمعيه .
و مسؤوليه حكومه و مسؤوليه مجلس نواب و مسؤوليه الإعلام و مسؤوليه المسجد و مسؤوليه الاسره
و مسؤوليه مؤسسات المجتمع المدني
و هذا ما نقوم به في نادي الإبداع – الكرك كمؤسسه مجتمع مدني و بكفاءه و مسؤوليه عاليه و بدون دعم من
الجهات المذكوره أعلاه و لو حتى دعم معنوي فقط و رغم ذلك نجحنا رغم تحديات كبرى لا يمكن تصورها و ذلك لايماننا باهميه التعليم الكبرى
و النبيله و التنمويه و ليس تخريج موظفين بل تخريج علماء، مفكرين، مهنين و حرفين، عمال مهره ،قاده ، ادباء، شعراء ، رسامين مخترعين ، مهندسن مبتكرين و كل من يساهم في التنميه الاقتصاديه و الاجتماعيه
اننا نعتقد ان إصلاح جذري للتعليم يجب أن يسبق إصلاح المنظومه السياسيه و قانون الاحزاب و قانون الانتخاب و الإصلاح الاقتصادي لانه
ان تم إصلاح التعليم يتم إصلاح باقي المنظومات بسلاسه و سهوله.
إلى أن يتم ذلك لا بد من تظافر كافه
الجهود ليس فقط بأن تزيد الحكومه
المخصصات الماليه في الموازنه في التعليم إلى أضعاف و تكون الاولويه
لسنوات قادمه للتعليم بل ان يساهم
القطاع الخاص بسخاء في إصلاح التعليم ( موجودات البنوك الاردنيه ٣٩ مليار دينار و ارباحها السنويه هائله ) ماذا قدمت هذه البنوك للتعلم….؟!
لم يكن هدف التعليم ابدا عبر التاريخ تخريج موظفين بل نشر المعرفه بكل
ابعدها من اجل حضاره ، نهضه ، تقدم ، قوه.