التعليم: حزب جبهة العمل رؤية ٢٠٣٠

#التعليم: #حزب_جبهة_العمل رؤية ٢٠٣٠
د. ذوقان عبيدات
تناولت في مقالة سابقة تحليلًا لرؤية حزب جبهة العمل الإسلامي للمرأة، وتلقيت ردًّا مهذّبًا وراقيًا من الحزب أشار إلى عدم الدقة فيما كتبت ، وخصوصًا في مفهوم القوامة والحجاب مع أني نقلت ما يشبه النسخ! وبتقدير كامل لجهد الحزب فقد لاحظت ما يأتي:
١-إن رؤية الحزب كانت شاملة متكاملة لمختلف مجالات الأنشطة التنموية من اقتصاد وصحة وتعليم وقضايا الأسرة والمرأة والطفولة والزراعة والتجارة والتسويق … وغيرها.
وهذا يعني أن الحزب بذل جهدًا منظمّا وعلميًا حدد فيه ما يأتي:
واقع القطاع وتحدياته والسياسات والمبادرات والمشاريع المطلوبة للنهوض به، وهذا برأيي إنه إطار لحكومة ظل جاهزة إذا ما فازت في الانتخابات-ولا أعتقد أنها ستفعل- لأسباب يعرفونها وقد يعرفها معظمنا!!، وبذلك ستكون جاهزة لتطبيق رؤيتها! وهذا هو العمل الحزبي النموذج!
٢-إنّ رؤية الحزب تم تقييدها بسنة ٢٠٣٠ ، وهي برأيي فترة قصيرة جدًا، وتتطلب وقتًا أطول فالحزب بحاجة إلى نضال وتوعية وتنظيم وبناء إدارات وإمكانات وقيادات وأموال وخبرات غير متوافرة حاليًا، إضافة إلى ذلك فإن من الصعب أن يشكل الحزب حكومته ويطبق برنامجه قبل ٢٠٣٠، لذلك يبدو مستغربًا التقيد بهذه الفترة القصيرة خاصة أن تطوير أي قطاع كالتعليم يحتاج وقتًا ونضجًا وإمكانات!!
عودة إلى برنامج الحزب في تطوير التعليم فقد تناول جوانب مختلفة: قانونية وحوكمة وأبنية وبيئات تعليمية وتدريب معلمين ومناهج وتعليم مهني وتقييم.
وهذه أبعاد مهمة جدًا من شأنها إذا ما عولجت أن تحدث فرقًا.
لاحظت أن الحزب وضع أولوياته التعليمية دون أن يشير إلى قضايا رئيسة وربما تفوق أهميتها جميع ما ذكر؛ أعني هنا:
أولًا- النضال لتطوير التعليم والارتقاء به ونقله من عمل وظيفي أو “تكليفي” بمعنى رسالة إلى عمل مهني بالمفهوم الكامل للمهنة، وتوفير متطلبات ذلك؛ مثل؛ الاعتراف المجتمعي بالتعليم كمهنة كالطب والهندسة والقانون، الأمر الذي يعني: وضع معايير راقية للالتحاق بالمهنة، وتأمين الإعداد الكامل للمعلم بحيث يتقن العمل قبل الممارسة، ووضع رتب للمعلمين واحتفاظهم بلقب مهني كالدكتور والمهندس والمحامي، بحيث يكون هذا اللقب جزءًا من اسم كل معلم؛ كأن نقول:؟ المربي فلان كما نقول الدكتور فلان… الخ.
ومن الطبيعي أن تشمل المتطلبات توفير إطار تربوي نظري للتعليم يستمد منه المعلم حلولًا لما يواجه من مشكلات! وتوفير ميثاق أخلاقي يلزم كل معلم. طبعًا إلى كون النقابة متطلبًا أساسًا لكل مهنة.
والثاني-إن بناء المعلم يحتاج إعدادًا وليس تدريبًا، فالتدريب المهني هو المطلوب ليكون المعلم متعلمًا وليس مجرد معلم!
والثالث، لقد خلا برنامج الحزب ورؤيته من تحديد أسس التطوير ونقطة البدء فيه وهي:
الاتفاق على نموذج المتعلم ومواصفاته قبل التفكير في كل ما ورد في برنامج الحزب، ومنعًا لأي التباس أقول:
وردت عبارة: التوصّل إلى الإجابة عن سؤالين: من الطالب الذي نريد؟ ومن المعلم؟ (ص٢.٨) دون أن نجد هذه المواصفات!!
لم أجد اهتمامًا بتعليم التفكير!
ولا تركيزًا على النقد والشك والإبداع!
يحسب للحزب هذا الجهد الكبير!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى