#التعليم_الجامعي #حق أم #رفاهية؟!
د. #بيتي_السقرات/الجامعة الأردنية
في نظام التعليم العالي تعتبر كل جامعة مستقلة مالياً وإدارياً وتملك حق ترتيب شؤون طلبتها من خلال صناديق داخلية ومن وحدات الاستثمار.
لكن نظام التعليم العالي يجعل من الطالب والجامعات رهن تعليمات الوزارة التي من المفترض أن يكون عملها تسهيل الإجراءات وليس تعقيدها لتزيد من مشاكل الطالب والأهالي.
فطالما أن تعليمات صندوق دعم الطالب سيتم تعديلها دون مراعاة لفرص في التنافس على قرض واجب السداد لاحقاً ضمن ظروف بلادنا الاقتصادية والتي يعرفها القاصي والداني، فلماذا لا نكافئ الطالب المجتهد بمنحة مجانية ونجعل القرض متوفراً للجميع؟!
إن تحويل الوزارة ومنذ الحكومات السابقة للاعتناء بالتعليم فقط دون دعم للبحث العلمي جعلنا نراوح تراتيب متأخرة في سلم تقييم الجامعات العالمية ونسعى بكل الجهد لتحسينها منذ سنوات، فالتعليم العالي وضعه الحالي لا يسر أحداً.
إن المِنح والقروض سر استمرار جامعات الأطراف التي لا تجد دعماً من المركز، وإن جامعات الأطراف بحاجة ماسة للدعم طلاباً ومؤسسات وأول أسس الدعم من صندوق دعم الطالب.
التعليم الجامعي لم يعد رفاهية وصار إلزامياً، لكن يجب على الوزارة العمل على جعل الظروف مواتية للطالب وأهله في خضم الالتزامات المالية المرهقة.
علماً أن القرض بالكاد يساعد ولا زال الطالب مطالباً بالمزيد من الأعباء المالية.
المنح تسد الرمق فقط ولا يجب جعلها هدفاً بل خطوة لمكافأةِ المجتهد من الشباب.
البحث العلمي يعاني والمؤتمرات العلمية فقيرة إن وجدت ولا يوجد خارطة طريق لرفع سوية الجامعات لتنافس في التصنيفات، ولا يمكن تقييم رؤساء الجامعات بشكل منصف في ظل الظرف المادي المانع للعمل باستقلالية، والتصنيف العالمي جهد تراكمي بين المنظومة وحالها المالي واستقطاب الطلبة أردنيين ودوليين.
ربما من المنطقي تحويل بعض من مخصصات البحث العلمي -في ظل غياب البحث العلمي-أو عدم رغبة الباحثين نتيجة لتعقيدات في الآلية لدعم الطلبة وإنعاش ميزانية الجامعات وتسهيل ظروف حصول الطالب على شهادة قد تزيد فرصة حصوله على العمل مستقبلاً.
هنالك الكثير ممن لم يحصلوا على حق التعليم الجامعي بإهمالنا وحان وقت إنصاف الجيل الحالي وتحسين شروط صندوق دعم الطالب لتسهل الدعم و توصله لأبنائنا الطلبة.
الطلبة بحاجة لرفع معنوياتهم ليكونوا على قدر التحدي في القادم لهم مستقبلا؛ بجعلهم خريجين يمتلكون كفاءة ويمكنهم التركيز في دراستهم الجامعية دون قلق من أي تعثر مالي.
الجامعات تم إرهاقها وليست خصماً للطالب، لكن الحلول المناسبة تغيب ويجب على الوزارة ترتيب شؤون التعليم العالي في الجبيهة كما يتم ترتيب شؤون التعليم في العبدلي.
الطالب أهم ركن في التعليم وهو أولويتنا.
نحن أمة رسالتها بدأت ب “اقرأ” فلنكن لائقين برسالتنا ونسهّل للأجيال قرارات هي بأيدينا دون إبطاء.