” #التطبيع… سألت الشيخ و قال حلال! “
د. محمد شواقفة
هذا ترند منتشر بشكل جنوني على منصة التيك توك في اوساط التافهين الذين وجدوا في هذه اللازمة لتبرير ما ما هو معروف بأنه حرام و مرفوض. فتارة تظهر صفيقة لتتحفنا بأن السفور حلال كونها سألت شيخا و بعدها يظهر أحد المخنثين ليشرح لنا بأن شذوذه أيضا حصل على موافقة شيخ ما، و هكذا تتوالى التفاهات المسيئة للذوق العام و تنتشر بكل صفاقة و دياثة لتحتل فضاءنا و مواقع التواصل. و بكل أسى يتناقلها الناس على أنها نكت أو تسلية.
طبعا لست من رواد التيك توك بسبب ما اشاهده من هنا و هناك من مستويات منحطة خالية من النكهة ناهيك عن مخالفات الطروحات المختلفة لجموع الغوغاء و التافهين لكل قواعد الذوق.
ان #الاساءة للاخلاق و الدين و #العادات و الاعراف #الاجتماعية بحجة حرية التعبير او لنشر #التسلية شئ ممجوج و لا نكهة له و لا مبرر. لكن انتشارها و تداولها بات ظاهرة بحاجة للوقوف في وجهها و التصدي لها.
بنفس المنطق، و على خلفية تبرع أحد رجال الاعمال بدفع الرسوم المتأخرة على طلاب في جامعات حكومية و غيرها رغم معرفة الجميع بأنه أحد دعاة التطبيع هو و من يدعمه و يقف وراءه يجعلك تعيد النظر في مبادئك و اخلاقك. و أكثر ما نخشاه من المطبعين أن يظهروا علينا بتيك توك سخيف : بأنهم سألوا شيخهم و قال حلال!!!!!
لا يوجد حالة وسط في قبول التطبيع و المطبعين و مهما كانت المبررات، لذلك نرفض أي تبرير أو محاولة لتبسيط الأمر و تجاوزه على أنه عمل خير. هذا تماما لمن يخبر ضحيته بأنه يقتلها لأن الحياة صعبه، فعليها أن تشكره لأنه جنبها تلك المصاعب. أو ان يحاسب المغتصب ضحيته لانها قد تكون استمتعت للحظة!!!
مصطلح التطبيع لمن لا يدركه او يتجاهله هو أصل ممارسة كان يفعلها الفلاحون للحمير لتدريبها على العمل الشاق و ترتبط بقسوة شديدة بداية لتنفيذ الاوامر و تنتهي بمكافأة ببعض الشعير في نهاية الأمر…. و هكذا تنتهي عملية التطبيع بقسوة و شدة و ضيق و تجويع و لكن الحمار يدرك أن ذلك ثمنا ليسد جوعه في نهاية اليوم، فيقبل مستسلما!!!
في الأخير حياة الحمار تزداد بؤسا و شقاء و رغم أنه نال قسطا من الشعير و لكن ذلك لن يجعله أكثر من حماااااااااار!!!!!
“دبوس على التطبيع”