التصريحات الإعلامية وإدارة الأزمة

التصريحات الإعلامية وإدارة الأزمة
د. علي المستريحي

بمنطق إدارة الأزمات، الجانب الاعلامي النفسي غاية بالأهمية .. على مديري الأزمة أن يحذروا من ترديد بعض الجمل والعبارات -والتي غالبا ما تطلق بغير قصد- يكون لها انعكاسات واسقاطات نفسية مجتمعية، آنيا ومستقبلا .. من الأمثلة عالميا ترديد عبارة “أن الفايروس يستهدف المسنين”! ومن الأمثلة محليا “عزل إربد والعقبة عن باقي مدن المملكة”! وهما مناطق الأطراف (شمالا وجنوبا)! مثل هذه العبارات لم تكن موفقة البتة. بالحالة الثانية كان يمكن لفريق الأزمة اتخاذ التدابير المناسبة دون إطلاق مثل هذا التصريح أصلا، أو الاشارة إليها من بعيد، طالما أن النتيجة واحدة. ومن الملاحظ أن الحكومة اضطرت لاحقا لتقديم مزيد من التوضيح “لتبرير” التصريح بالأمس واليوم، وذلك بتقديري شعورا منها بحجم الخطأ. من الأمثلة الأخرى ظهور أحد الوزراء باللباس العسكري خلال تصريح إعلامي، مما أثار حفيظة كثيرا من الأردنيين لأسباب عدة لا يسع المجال لذكرها هنا. أما من الأمثلة الايجابية فكان اعتذار أحد الوزراء عن جملة أطلقها، مما لاقى أثرا طيبا لدى الناس وعززت من ثقتهم ولم ينقص ذلك من قدره.

لذا، يجب أن تتضمن خلية إدارة الأزمة أحد المتخصصين بعلم النفس الاجتماعي والتسويق الحكومي، تكون مهمته مراجعة وفحص تصريحات الحكومة قبل اطلاقها وبما يؤدي لنفس النتيجة ولكن باستخدام عبارات أكثر ذكاءا.

وبالرغم من هذا، وللحق، فالأداء الإعلامي لفريق الأزمة بالمجمل إلى الآن كان ناجحا، وسيكون أكثر نجاحا بتلافي مثل هذه العثرات ..

مقالات ذات صلة

اللهم احفظ البلاد والعباد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى