الكيان.. دولة دينية / عمر عياصرة

الكيان.. دولة دينية

حسم قانون “قومية الدولة اليهودية” كثيرا من المواقف التنازلية التي سجلها العرب والفلسطينيون بحق انفسهم، على مدى سنوات الصراع مع العدو الغاصب.
كانت المعادلة ممجوجة، ولا زالت للاسف، نحن نتنازل شيئا فشيئا، وهم يتشددون، يفرضون امرا واقعا، ويجنحون دون وجل بمشروعهم الاستعماري لمفهوم الدولة القومية الدينية التي تريد كل فلسطين، ولا ترغب الا بالفلسطيني الميت.
بالامس سرد الزميل عريب الرنتاوي في مقالته سلسلة طويلة حزينة من تنازلاتنا السائلة، سواء على المستوى العربي ام الفلسطيني.
بالمقابل كانت اسرائيل ترد على كل تنازل فلسطيني وعربي بتثبيت اقدامها على الارض بارتكاب الفظائع، وها هي اليوم تخنق غزة، وتقطع اوصال الضفة، وتهود القدس، وتعلن نفسها دولة دينية لا تفاوض ولا تعرف الا فرض امرها.
هم يتطرفون اكثر فأكثر، يجعلون انفسهم اعمق ارتباطا بأرضنا الفلسطينية، يصوغون قوانينهم وعلاقاتهم، يفرضون الامر الواقع، يذبحون اعتدالهم في المعابد.
اما نحن، نتنازل اكثر فأكثر، بل اصبحنا حراسا على امنهم القومي، تتسابق عواصمنا لأجل إرضائهم، دون ان نتوقف لالتقاط الانفاس وفهم التحولات.
علينا الادراك ومعرفة كيف يتحول المجتمع الصهيوني نحو الدينية الراديكالية التي لا ينفع معها مزيد من التنازل، بل تحتاج الى توقف عميق، وادبيات مختلفة.
يعجبني ابو مازن وموقفه الرافض التعامل مع الاميركي، احببت تشدده هنا، لكن هل نتوقف ونكتفي بذلك، أليس بالامكان ان يتم الترتيب مع المقاومة وحماس لبناء خطاب ومشروع يرمي خلفه منطق “اسرائيل تريد السلام”.
متى سندرك ان الكيان لا يريد السلام، انه يريد الارض كاملة غير منقوصة، ويريد الاقليم خادما له، خاليا من المنغصات، والفلسطيني الجيد عنده هو الفلسطيني الميت لا المسالم حتى!
دولة يهودية دينية قومية، حقيقة وليس مشروعا مفترضا، حقيقة تتطلب منا جميعا، فلسطينيين وعربا، التعامل معها وبناء استراتيجية جديدة لمواجهتها، وإلا ستكون العواقب وخيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى