إتفاقية الغاز .. لسنا بحاجة لها / أشرف الجمّال

إتفاقية الغاز .. لسنا بحاجة لها

جاء موعد الإعلان عن عقد صفقة الغاز المسلوب من الكيان الصهيوني ذكياً ولئيماً في نفس الوقت الذي ينشغل فيه الشارع بالعديد من القضايا ، انتخابات نيابية طالتها يد المال الأسود وصناديق تم التلاعب بها واعتماد نتائجها وحرق وتخريب لأنصار المرشحين الخاسرين و أعيرة نارية أزهقت روحاً بسبب احتفالاتهم بفوز مرشحهم ، اغتيال الكاتب ناهض حتر وغليان شديد على إثر ذلك وسط اعتقالات لمن روجوا للفتنة ( أعاذنا الله منها ) ، اعتقال زين كرزون .. إلخ من الأحداث المتسارعة في وقت زمني قصير .

يأتي موعد الإعلان عنها في وقت لا يوجد برلمان منعقد ومجلس وزراء منحل !! حتى أن مجلس الأعيان لم يعين بعد !! تأتينا إتفاقية للتطبيع الإقتصادي مع عدو العرب جميعاً وقاتل الأبرياء !! وسط سخط شعبي لم يحدث من قبل ، فالجميع على مختلف الأطياف يرفضون هذا الإتفاق جملة وتفصيلاً .. واعتراض كاسح من أعضاء مجلس النواب السابق .

تحدث منذ يومين أحد المسؤولين في شركة الكهرباء الوطنية ولم يذكر اسمه قائلاً أن هذا الإتفاق جاء ليخدم الإقتصاد الوطني مبرراً انقطاع الغاز المصري الذي حصل مؤخراً ، ناسياً أو متناسياً أن رفض المشروع من الجميع لم يكن اقتصادياً !! بل كان سياسياً ، فكيف لنا أن نرضى أن نساهم جميعاً في دعم الإقتصاد الإسرائيلي الذي قالها الأخير صراحة أن نسبة كبيرة من هذا المردود سيكون دعماً للجيش .. الجيش الذي قتل وما زال يقتل إخواننا في فلسطين المحتلة !!

مقالات ذات صلة

المضحك المبكي أن الحكومة عندما تقوم بهذا الإتفاق فإنها تموّل إخضاعنا لهذا العدو الصهيوني بأموالنا ، وتعطي عدونا دفعة إلى الأمام ليصبح قوة إقليمية على مستوى الطاقة !! وتضعنا تحت رحمته لمدة ١٥ عاماً ! بدلاً من استثمار العشرة مليارات هذه في مشاريع للطاقة السيادية الموجودة بين أيدينا وبالمجان كالشمس والصخر الزيتي ، حيث أن شمس محافظة معان حسب خبراء من أروع مصادر الطاقة البديلة والصديقة للبيئة وحسب الخبراء أيضاً فإنها لو استغلت بالشكل الصحيح فإنها تنتج طاقة بنسبة جيدة تخدم شريحة لا بأس بها .. والصخر الزيتي الذي يتحدث خبراء أيضاً أن الكميات الكبيرة الموجودة في الأردن لو تم استغلالها بالشكل المناسب ستكفي الأردن ١٠٠٠ عام ! نعم ألف عام ..

هل السلطة السياسية في الأردن تفضّل إسرائيل وخيراتها المسلوبة على خيرات الأردن المجانية علينا نحن كشعب !؟ إرهاب هذا العدو على أمننا !؟ التبعية له على سيادتنا وكرامتنا !؟ أسئلة كثيرة تنتظر إجابات من صاحب القرار الذي ضرب عرض الحائط المعارضة النيابية والشعبية الواسعة والسخط الكبير على هذا الاتفاق ..

لنتحدث الآن عن الناحية الإقتصادية ، فحسب التصريحات الحكومية فإن الأردن لديه اكتفاء من الغاز المسال واحتياجنا له مغطّى من خلال ما تستورده الحكومة عن طريق ميناء الغاز في العقبة ، بل إن هناك فائضاً يعاد تصديره إلى مصر لعدم وجود خزانات للاحتفاظ بهذا الفائض .. وتقوم الحكومة أيضاً بتصدير الطاقة الكهربائية الزائدة عن الحاجة إلى بعض الدول كالعراق ومصر .. لماذا إذن نستورد الغاز من إسرائيل ؟؟ ولمصلحة من هذه الاتفاقية ؟؟ إنها ليست لمصلحتنا أبداً لا على المستوى السياسي لرفضنا للتطبيع ولا الإقتصادي لعدم جدواها الإقتصادية ، إنها لمصلحة ذلك العدو دون أدنى شك !!

شركة نوبل انرجي عندما قامت بالتنقيب عن الغاز و وجدته بهذه الكميات الكبيرة لم تجد زبوناً يشتريه ، فمصر عندها حقول غاز ومكتفية وتصدر وبكميات كبيرة للدول المجاورة لها ، وسوريا ولبنان لن يستوردوه طبعاً وذلك لأنها لم توقع اتفاقية سلام بينها وبين الحكومة الإسرائيلية .. وتصدير هذا الغاز إلى الدول الأوروبية أو تركيا مثلاً سيكلفها الكثير بالربط بينها وبينهم بأنابيب النقل .. وسيكون السعر غير مناسب لتلك الدول مع ارتفاع التكلفة على الإسرائيلي .. فلم تجد زبوناً مناسباً غيرنا نحن !!

هذه الاتفاقية ستجعلنا نطبّع مع العدو الصهيوني رغماً عنا بدخولها لكل بيت أردني ، ومع كل مصباح يضاء سيدفع المواطن جزء من ثمن هذا الضوء إلى دولة تقتل وتستوطن ومستمرة في ذلك ، لذلك قامت الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني ( غاز العدو احتلال ) بالترتيب لتقديم دعاوى قضائية في المحاكم المحلية والدولية ضد القرار الحكومي وغيرها من النشاطات الأخرى التي ستستمر حتى إسقاط هذه الاتفاقية .. وننتظر أيضاً رداً من المجلس النيابي الثامن عشر لتعدي هذا القرار المرور على طاولة النقاش البرلماني حسب الدستور ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى