علي عبدالله صالح والرقصة الاخيرة / فوزي سيف

علي عبدالله صالح والرقصة الاخيرة

نهاية صالح لم تكن الفاجعة الكبرى لليمنيين ولم تكن صدمة لهذا الشعب المغلوب على أمره
الصدمة الكبرى التي تلقاها الشعب اليمني هي في 21سبتمبر 2014 حين تواطأ الراحل صالح مع الحوثيين للانقلاب على الدولة والعبث بمقدرات البلد المدنية والعسكرية
كان ذالك السقوط هي صافرة إيرانية للبدءالفعلي والواقعي بالتغلغل في جسد الخارطة اليمنية وللاسف كانت هناك خيانات بالجملة لهذا الوطن والتراب اليمني لتصفية حسابات علي عبدالله صالح مع الجمهور الذي انقلب ضد سياساته المتخلفة في إدارة الوطن
سياسات الرقص على رؤوس الثعابين كما يحب ان يقولها
ومع ان ثورة الشعب ضمنت بالاخير عدم مسائلة قانونية ولا دستورية تجاه ماأقترفه من جرائم ابتداءا من قتله اكثر من خمسين مواطنا في بداية الثورة في صنعاء ومرورا بمجزرة ثورة التحرير في محافظة تعز وانتهائا بالقصف العنيف على المظاهرات والأسواق في ضواحي تعز
ومع كل هذا صفح الشعب صفح معروف مع هذه الشخصية مقابل تخليه عن السلطة والانتقال لسلطة انتخبها و أنتجها الشعب عبر صناديق الاقتراع واستبشر الشعب اليمني خيرا بالقادم كَوْن شخصية عبدربه منصور هادي شخصية مدنية ولم تكن له اي شبهات فساد لا عسكرية ولا اخلاقية ولا حتى مالية
بل شخصية مسالمة محبة لليمن وتواق من اجل الأخذ به الى بر الأمان والى واقع يليق بالعصر الذي نعيش فيه وهذا ما لمسه الشعب في بداية حكمه
ولكن للاسف أعداء الامس تحالفو وتعاهدو لإسقاط الوطن والشعب ومؤسسات الدولة في وحل الخراب والدمار والشتات والظلام
وفِي 14 سبتمبر 2014 تأمر الراحل صالح مع الحوثيين فأسقطو الدولة ونهبت جماعة الدجال الحوثي الأسلحة والمعسكرات واستولت على الوزارات والمباني الحكومية داخل صنعاء وامتد انتشارها الى الجنوب والى الوسط بمساندة قوية من الرئيس الراحل صالح ودعم من قواته وطاردو الرئيس هادي حتى الجنوب بعد فراره منهم ومن بطشهم وخبثهم وحقدهم الدكين له ولمشروعه النهضوي لليمن الاتحادي ،
واستماتو في جنوب اليمن من اجل التحكم به وكانت أبواقهم الإعلامية تقول انهم يلاحقو داعش والقاعدة وهي الابواق نفسها التي اكتوت بنار الحوثي الدجال فيما بعد وابتعدت عنها لاحقا
عاث المسيخ الدجال الحوثي فسادا في المحافظات المسيطر عليها وفجَّر المساجد والمدارس والبيوت والمستشفيات والمباني الحكومية وأملاك خصومه وكانت الآلة الإعلامية للراحل علي عبدالله صالح تشتغل مع الحوثي بكل طاقتها وعنفوانها ليس سوى التشفي بالوطن والشعب الذي ثار ضده ولخصومه الذين نبذو سياساته المقززة
ماكان احدا يتمتع بعقله يرى مايحدث أمامه في اليمن هو تحالف صالح مع الحوثيين اوجعو الوطن واوجعو ابناءه بعمائلهم الوحشية القذرة وقتلوا اكثر من عشرةالاف 10000مواطن يمني واكثر من خمسون ألف جريح 50000
وحين استحكمت جماعة الحوثي الدجال بمفاصل الدولة واشترت المقربين من الراحل صالح وأغلبية جنوده المواليين له اصبحو تابعين للحوثي الدجال بأفكارهم الظلامية وأعمالهم الوحشية وأصبح بعدها الراحل علي عبدالله صالح ورقة محروقة استشعر الخطر الحقيقي لشخصه ومستقبله وقبل يومين من اغتياله الغامض أعلن فض شراكته مع الجماعة الكهنوتية الظلامية ولكن فاته القطار بذالك التوجه بعد ان سحبت جماعة الحوثي القذرة البساط من تحت رجليه وغدا حافي القدمين ولم يعد يستطيع التحكم ولا التواصل مع مؤديه ونتاج لشخصيته المتناقضة والمتقلبة مع العدو والصديق لم تلقى صيحاته صدى عدا البلبلة الإعلامية للمقربين منه او المستفيدين من انقلابه على الجماعة الكهنوتية
رحل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الى لقاء ربه ولا تزال ظروف مقتله غامضة وإن كانت الرواية الأقرب للواقع ان الجماعة الحوثية الدجالة قد حاصرت منزله وقتلت كل أفراد حراسته وبعض ممن كان معه من أفراد عائلته ومن معاونيه وتم بعدها عمل مسرحية قبيحة قذرة انه قتل وهو يحاول الهرب وهذه الجماعة تجيد اخراج مثل تلك المسرحيات،
وبعد مقتله نادى المُنادون بالثأر له
انتفض الوطنييون من مجالسهم
وذرفت اعينهم الدموع وبكت قلوبهم وتحسروا كثيرا لتلك النهاية
ونادو الشعب والوطن للثار لشخصية علي عبدالله صالح
أيها المترهلون سياسيا ووطنيا وفكريا باي صفة أنتم تنادون هذا الشعب والوطن بالثار لعلي عبدالله صالح ؛
والوطن أمامكم وكان امام أعينه يناديكم للثار من جماعة المجوس الإيرانية ويعاتبكم وجهه الشاحب من أفعالكم القبيحة واعلامكم الهزيل وأنتم تساندون الجماعة القذرة تعيث فسادا وقبحا في اليمن وتُدنس عروبته الأصيلة ؛
منذ منتصف 2014 وكل الشرفاء والاحرار والوطنيون والشعب ينادوكم بالكف عن اذى الوطن ونبذ جماعة الاٍرهاب الحوثية والوقوف ضدها وبالرغم من الشرفاء الذين استشعروا الموقف الخطير وانشقوا من صفكم الا إنكم اتهمتوهم بأنهم ذهبوا الى الشرعية الدستورية متمثلة بالرئيس هادي اتهمتوهم بتقاضي المال والمناصب مقابل الوقوف مع الوطن
كان الوطن ومازال يئن ويبكي وأنتم تتلذذون بمواقفكم مع الجماعة الظلامية الحوثية
انتشر المرض وفقدت الناس أعمالها وممتلكاتها و دُمرت مساكنها وتوقفت المسيرة التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات وتعطلت اكثر المستشفيات الحكومية والخاصة وانعدم الدواء وشُرِدَّت الناس من أحياؤها وقراها وهُجِّرت الى الصحاري والجبال والدول القريبة والبعيدة وساد الجوع والضمأ ارجاء اليمن واكتست ثوب الحزن صنعاء وأنتم تقارعون الوطن بأفعالكم واعلامكم ليل نهار تساندون جماعة الموت والظلام الحوثية إجرامها وافعالها القذرة
تناشدون الان الثأر للراحل علي عبدالله صالح لأنكم اختزلتم الوطن وشعبه بشخصيته الذي لها مالها وعليها ماعليها ولان هذا ماتربيتم عليه فان الوطنية والانتماء للوطن مفقود في داخلكم وضمائركم الميتة اصلا
إن كُنتُم تودن الثأر لعلي عبدالله صالح اذهبو ببنادقكم واجسادكم للثأر له وقاتلو من قتلوه وستجدوننا نصفق لكم ويصفق لكم الشعب هذا الانتماء الحزبي والولاء لمبادئه لكن اتركو الوطن والشعب جانباً فله ثأر اقوى من ثأركم ومعركة أوسع من معركتكم
ثأره ومعركته ضد الجماعة الكهنوتية الظلامية الحاقدة على اليمن واليمنيين لأجل اليمن لأجل ترابه الطاهر والحفاظ على وحدته واستقلاله
معركة ضد أنجس وأقبح وأقذر جماعة عرفها التاريخ اليمني
اليمن ليس علي عبدالله صالح وليست اي شخصية مهما على شأنها وقدرها
اليمن هي التراب الارض والشجر والحجر وهي الانسان اليمني بالمقدمة بكرامة عيشه وحريته وعزه
معركة اليمنيين مع هذه الجماعة الظلامية المستبدة لن تكون بالقريب العاجل قد تطول اكثر واكثر لتسقط كل الاقنعة التي مازالت تُمارس دورها
معركة سيقودها الداخل اليمني بكل ثقله الثقافي والعسكري والمدني لن يحتاج لأي مساندة من الخارج ولن يحتاج قادة وهميين في معركتهم هي معركة البقاء لليمن والانتصار لعروبته واسلامه وسترون بأم اعينكم كم كان غبائكم يملئ عقولكم في الرهان للغير واختزال المبادئ الوطنية والوطن بشخصية معينة
لا اتمنى ان تنتهي الامور بالقريب العاجل لان كل طرف سينسب الانتصار له ويُخَوَن طرف اخر ويتجدد الاقتتال مرة اخرى على هذا الوطن المليئ بالجراح والمُثقل بالخيانات والانتمائات الزائفة
كان ومازال الرئيس عبدربه منصور هادي هو الرئيس الانسب والأقدر على قيادة اليمن لمرحلة انتقالية لكنكم استخفيتم واستخفى زعيمكم الراحل من هذا الشيء ودارت الدائرة عليكم نهاية مأساوية ماكان احدا يتمناها لكم حتى أشد الخصوم
وعلى الجميع القاصي والداني ان يتعظ مما حدث هو أقوى درس يجب ان لا تنسوه
من يعوِّل على سقوط الوطن وتشريد الشعب في تحالفاته لن تكون نهايته اقل مما حدث للرئيس الراحل علي عبدالله صالح
لست شامتا ولا حاقدا على هذه الشخصية فقد ذهب للقاء ربه له ما له وعليه ماعليه وعند الله يلتقي الخصوم ولكني باكياً وحزيناً على وطن وشعب يموت باليوم الف مرة بسبب التشبت بالسلطة وكرسي الحكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى