اعتبارا من العام الدراسي القادم، ستغيب عن المنهاج المدرسي للصف الثاني الثانوي (التوجيهي) مادة الثقافة العامة، التي كان محتواها أثار جدلا واسعا بين الاوساط التربوية والسياسية، خاصة بعد سلسلة دراسات ومقالات للخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات وغيره من خبراء، تناولت السلبيات التربوية التي تتضمنها تلك المادة وكتابها المقرر.
ومن المقرر ان تبدأ وزارة التربية والتعليم، بتطبيق قرارها القاضي بتدريس مادة تاريخ الأردن، بدلا من مادة الثقافة العامة للصف الثاني الثانوي (التوجيهي) اعتبارا من العام 2016/ 2017.
مديرة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية وفاء العبداللات قالت إن القرار “سيطبق على الطلبة ممن هم الآن على مقاعد الدراسة في الصف الاول ثانوي (الحادي عشر)، الذين سيتقدمون العام المقبل لامتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)”.
وأضافت، أن مادة تاريخ الأردن “ستكون مادة مشتركة لجميع الفروع الأكاديمية والمهنية، على غرار مهارات الاتصال واللغة الإنجليزية”، لافتة إلى أن مضامين مادة الثقافة العامة سيتم تناولها في مادة التاريخ وكتب التربية الوطنية.
وبينت العبداللات أن قرار الاستبدال جاء “نتيجة لقيام الوزارة بتحديث خطتها التدريسية الحالية، بناء على التغذية الراجعة من قبل الميدان التربوي”، موضحة أن مقارنة الخطة التدريسية الحالية مع الخطط التدريسية لدول العالم المتقدمة “أظهرت أن جميع دول العالم تدرس تاريخ بلدها بشكل إجباري لجميع الفروع”.
وكان خبراء تربويون رأوا في مادة الثقافة العامة للتوجيهي مصدرا “يغذي التعصب والتطرف الفكري لدى الطالب، ولا يسهم في فتح آفاق تفكيره وتقبله للآخر”، الأمر الذي نفته الوزارة في حينه، وقللت من أهمية تلك الانتقادات، قبل أن تعود اخيرا الى إلغاء المادة من المنهاج المقرر.
وأوضحت العبداللات أن تاريخ الأردن “ستركز على تاريخ الأردن، في العصور القديمة والإسلامية والحديثة والمعاصرة”.
وأشارت إلى أن تاريخ الأردن “سيدرس للمرحلة الثانوية بصفيها الأول ثانوي والثاني الثانوي، اعتبارا من العام المقبل”.
وكان مجلس التربية والتعليم قرر في اجتماع عقد مؤخرا برئاسة نائب رئيس الوزراء، وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات تدريس مادة تاريخ الأردن للصف الثاني الثانوي لجميع الفروع الاكاديمية والمهنية، بدلا من مادة الثقافة العامة، بالإضافة الى تدريس تاريخ الاردن للصف الاول الثانوي لكافة الفروع أيضا.
وأكدت العبداللات ان مادة تاريخ الاردن “تختلف كليا عن مادة تاريخ العرب الحديث والمعاصر للفرع الأدبي، فمادة تاريخ الاردن ستتناول فترة عاشها أو يعيشها الطالب حاليا، كعهد جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال، وعهد جلالة الملك عبدالله الثاني وإنجازاتهما، في حين أن تاريخ العرب الحديث والمعاصر يركز على الحضارات العربية والعالمية”.
ولفتت إلى أن الفرع الأدبي سيدرس كلتا المادتين، واحدة بصفتها مادة مشتركة بين الفروع وهي تاريخ الأردن، في حين تبقى مادة تاريخ العرب الحديث والمعاصر مادة تخصصية إجبارية للفرع الأدبي.