فلنكن نحن ، دون رتوش
ما اجمل ان تكون مختلفا ، تفكر بطريقة غير مألوفة ، في عقلك تتخطى حدود الزمان والمكان ، والمقبول والمتعارف عليه والمنصوص على صحته والمسلم بأمره والمحكوم عليه وكل ما رسم لك من اناس غيرك ، لتشعر بعدها بنسمات دافئة تعبر روحك ، احساس بالسكون والراحة والتقبل .
ان تحب ما تصنعه يديك … ان تقدر قيمة ما تفكر فيه … ان تؤمن بتفردك وقدرتك على الإبداع … ان تفرح لإنجازاتك … ان تشعر بنفسك وتحلق بروحك …. ما اجمله من احساس !
دعونا نقبل على الحياة بطريقتنا الخاصة ، دعونا نرى الاشياء بمنظورنا نحن وليس بمنظور اي انسان آخر ، لنرسم لوحاتنا كما تراها اعيننا ولنستخدم الفرشاة التي نريد ونغمسها بالألوان التي نحب .
كفانا تقمصا للأخرين ، فهم لن يكونوا يوما نحن ولن نكون يوما هم ، اجمل واصدق احساس ان تشعر بأنك نفس الشخص الذي في داخلك ، ونفس الشخص الذي يعبر عنك حين تكون مع الآخرين بلا تجمل او زيف ، شئ جميل ان لا تحتاج لقناع تقدم به نفسك لنفسك ولمن حولك .
الحياة مليئة بالمطبات التي تشعرنا بالغربة حتى مع انفسنا ، لذلك نبحث ضالين ومضللين عن دروب السعادة والإحساس بالأمان والطمأنينة وهي هنا قريبة منا ، تبدأ في البحث عن الذات وتكتمل عند الوصول الى اعماقها وفهمها ومراعاتها وتقبل عيوبها ومحاولة تطويرها والاهم عدم مخالفة فطرتها في التسليم بما اراده لها خالقها دون عناد او تكبر او غرور .
الحياة تصبح اسهل واحلى وذات معنى عندما نكون نحن ، فقط نحن دون رتوش .
ذلك لم يكن مجرد حديث ايجابي مع النفس لإستجداء مشاعر طيبة تجعلنا في حالة إقبال وتقبل لمن نكون ، انما هي حاجة انسانية ملحة لتقدير الذات والثقة بها ،
وبإشباعها نصبح اقدر على الإبتكار واكثر اتقانا لمهارات فن الحياة
سهى عبد الهادي
