سواليف – فيما انتقد أولياء أمور وخبراء قرار وزارة التربية والتعليم، المتضمن تعديل نظام الساعات المدرسي إلى نظام الحصص، معتبرين أنه “سيؤثر على تحصليهم التعليمي”، دافعت الوزارة عن القرار وأكدت أنه “تنظيمي، وليس جديدا، لكن المدارس لم تلتزم به”.
ووفق النظام الجديد، تنتهي الحصة السادسة بمدارس الفترة الواحدة عند الساعة 1:40 دقيقة، والسابعة عند 2:35، والثامنة عند 3:25، لكن الوزارة أكدت أن المدارس التي لديها حصة ثامنة تستطيع بدء الحصة الأولى عند الثامنة صباحاً بدلا من 8.30.
فيما تساءل أولياء أمور، في حديث لـ”الغد”، “متى سيتمكن الطالب من العودة إلى منزله وتناول طعامه، ومن ثم يبدأ دراسة مواده وحل الواجبات المكلف فيها”.
وأكدوا أن هذا القرار “سيعمل على تأخير عودة أبنائهم من المدارس إلى منازلهم حتى الساعة الثالثة في بعض الأيام، ما يسبب لهم الضغط النفسي والخوف عليهم”.
في المقابل، تعتبر مدير ادارة التعليم في وزارة التربية والتعليم خولة أبو الهيجاء ان القرار “تنظيمي، وليس جديدا، لكن المدارس لم تلتزم به”، قائلة “كان هناك مدارس تعطي 45 دقيقة للحصة، وبعضها يعطي 40 دقيقة وثالثة 35 دقيقة، ما أدى لإصدار قرار ينظم ساعات الدوام”.
وتقول أبو الهيجاء لـ”الغد” إن نظام التعليم منذ الصف الأول الابتدائي وحتى العاشر، يقوم على نظام الحصص، إذ تبلغ مدة الحصة في المدارس ذات الفترة الواحدة 45 دقيقة، فيما تبلغ بالمدارس ذات الفترتين 40 دقيقة”.
وتضيف أنه وخلال العام الدراسي الحالي “تغيرت” مناهج الصف الأول الثانوي (الحادي عشر)، حيث تم اعتماد نظام الحصص، وأصبح لكل مادة 4 حصص مدة الواحدة منها 45 دقيقة.
وتتابع أن مناهج الصف الثاني الثانوي (التوجيهي) “لم تتغير، إذ بقيت مدة الحصة 55 دقيقة”.
وتوضح أن مدرس مادة الرياضيات بالمدارس التي يوجد فيها أول وثاني ثانوي، يقوم بإعطاء طلبة الأول ثانوي حصة مدتها 45 دقيقة، و”التوجيهي” حصة مدتها 55 دقيقة، مؤكدة أنه وبناء على ذلك “لا نستطيع عمل نظامين (حصة وساعة) في مدرسة ثانوية واحدة”.
وذكرت ابو الهيجاء أن هناك العديد من المدارس فيها مرحلة أساسية وثانوية، والأصل هنا أن يتم توحيد النظام للجميع، وجعل مدة الحصة الواحدة 45 دقيقة، مؤكدة “أنه لم يتم زيادة عدد الحصص التي كانت تعطى لطلبة مثل هذه المدارس”.
وتوضح أن الأربع ساعات التي كانت تعطى أسبوعيا لمادة الرياضيات لطلبة “التوجيهي” – فرع العلمي، كانت توزع عبر اعطاء حصة من 55 دقيقة كل ساعة، بمعنى 220 دقيقة اسبوعيا، مضيفة إن ما قمنا به هو جعلها 5 حصص، كل واحدة مدتها 45 دقيقة، أي 225 دقيقة أسبوعيا.
وتساءلت كيف لمنهاج مادة الرياضيات، الذي يحتاج أربع ساعات أسبوعيا، أن ينتهي من خلال 4 حصص كل واحدة مدتها 40 دقيقة؟!، قائلة إنها “أمور تنظيمية” فقط.
كما تؤكد أبو الهيجاء أنه “لم يتم زيادة الحصص على المعلمين، بحيث بقى نصاب كل معلم الأسبوعي كما هو”.
وذكرت أنه تم إعطاء الخيار للمدارس، بأن تبدأ دوامها عند الـ7.45 صباحا، بينما تبدأ الحصة الأولى عند الثامنة صباحا، أما المدارس ذات الفترتين، فيبدأ دوامها عند السابعة.
وتوضح أن الأصل أن تكون مدة الحصة 45 دقيقة، لكن تم إلغاء 5 دقائق من كل حصة بالمدارس ذات الفترتين.
يذكر أن المدارس الأساسية تعتمد نظام الحصص، في حين تعتمد المدارس الثانوية نظام الساعات.
الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور مصطفى مطارنة اعتبر أن مثل هذا القرار يعرض الطالب لـ”ضغط”، ومن ثم “لن يستطيع التعايش مع مثل هذا النظام التربوي القائم على التلقين في نطاق غرفة صفية محدودة، لمدة 7 ساعات”.
ويرى أن هذا القرار “لن يرتقي بالتعليم، بل سيؤدي لإحباطات لدى الطلبة، ونفورهم من الدراسة والمعرفة، وبالتالي يصبح هم الطالب الوحيد، هو تجميع علامات، ما يحد من أي تقدم إبداعي للطالب أو أي دافعية للتعلم”.
ويضيف إن هذا القرار “سيخلق جيلا عازفا عن التعليم، وسيصبح التعليم تلبية لضغوطات مجتمعية، وليس من أجل التعلم”.
ويبين مطارنة أن المتطلبات النمائية والقدرات التي يمتلكها الطلبة، “متفاوتة بين مراحل الدراسة المختلفة، وبالتالي لا بد من مراعاتها والتعامل معها عند اي نظام تربوي، او قرار تربوي يصدر يخص الطلبة”.
ويؤكد “أن الطلبة لا يتحملون ضغط الوقت والمنهاج، وما هو مطلوب من واجبات وامتحانات ودراسة يومية”.
ويشير إلى أن دول العالم تسعى لتقليص ساعات الدراسة بمدارسها، لأن التغير الذي طرأ على العالم ومسارات التطور والحداثة، استدعت استبدال الكتاب المدرسي بحجمه الضخم المعرفي، إذ أصبحت المعرفة سهلة المنال والوصول إليها يتم عبر التكنولوجيا.
ويوضح مطارنة أن الأصل هو أن يعد النظام التربوي، جيلا قادرا على الإبداع والتفكير التحليلي والناقد، وان يكون قادرا على اجراء عمليات عقلية عليا.
ويزيد مطارنة أن الطالب لا يستطيع التعامل مع هذا “الضغط، فعليه أن يستيقظ من السادسة أو السابعة صباحا ليذهب الى المدرسة، ثم التعايش مع نظام تربوي قائم على التلقين والضبط والالتزام في نطاق غرفة صفية محدودة، حتى نهاية الدوام عند الثالثة مساء”، معبترا أن ذلك “مرهق للكبار، فكيف بمن هم في مقتبل العمر؟”.
ودعا مطارنة إلى “التراجع عن هذا القرار، وتخفيف ساعات الدراسة والمواد الدراسية”، مشيراً إلى دراسات تقول “إن قدرات الإنسان في التركيز، خلال التعلم تكون مدتها في ربع ساعة لثوان فقط”، متسائلاً “كيف سنحمل أبناءنا عبء التركيز لـ45 دقيقة وهو جالس على مقعد، مترقبا الحصة التالية في نطاق مدرسي غير جاذب؟”.
وكانت “التربية” عممت على المدارس ذات الفترة الواحدة أن يبدأ دوام الطابور الصباحي عند الـ8.15 صباحا، بينما تبدأ الحصة الأولى عند الـ8.30، على أن تكون مدة الحصة 45 دقيقة مع مراعاة وجود خمس دقائق بين كل حصة وأخرى، ومدة الاستراحة 15 دقيقة.
وفيما يتعلق بدوام المدارس ذات الفترتين، فيبدأ دوام الفترة الأولى الـ7 صباحا، وتبدأ الحصة الأولى 7.15. في حين يبدأ دوام مدارس الفترة الثانية عند الـ12.30 ظهراً، بحيث تبدأ الحصة الأولى عند الـ12.45.
وتكون مدة الحصة، بمدارس الفترتين، 40 دقيقة مع مراعاة وجود خمس دقائق بين كل حصة وأخرى وتكون مدة الاستراحة 15 دقيقة.
وتم اعتماد نظام الحصص بواقع 45 دقيقة لكل حصة ولجميع مباحث المرحلة، فيما تم تحويل الساعات المعتمدة كالتالي: ساعة تصبح حصة واحدة، ساعتان تصبح حصتين، 3 ساعات تصبح أربع حصص، 4 ساعات تصبح خمس حصص.
الغد