التجديف عكس التيار : اليرموك إذ تمنح ” رئيسة كوسوفو ” الدكتوراة الفخرية

كتب نادر خطاطبة


لغط تدور رحاه على مواقع التواصل الاجتماعي ، بين اكاديميي وإداريي جامعة اليرموك ، مضامينه مستنكرة لقرار رئاسة الجامعة منح الرئيسة السابقة لإقليم أو جمهورية كوسوفو ” عاطفة يحيى آغا ” الدكتوراة الفخرية ، لا انتقاصا من شأن السيدة التي نجهل خلفيتها ، بقدر ما هو انعكاس لموقف سياسي يدين بلادها ، باعتبارها من اوائل الدول التي أعلنت اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل عام ٢٠٢١ .

فالذاكرة السياسية تقول ، أن كوسوفو هي أول دولة إسلامية اعترفت بالقدس عاصمة للكيان ،واتبعت اعترافها بقرار لفتح سفارة لها هناك ، والذي لم يستفز الدول العربية والإسلامية فحسب ، وانما دول الاتحاد الأوروبي أيضا، الذي وصف القرار آنذاك بأنه ” سير بعكس اتجاه القرارات الاوروبية “.

اللافت ان قصة اليرموك ومنح آغا الدكتوراة ، وتشكيل لجنة من ذوات اكاديمين واداريين تولت الاعداد والترتيب لحفل من المقرر ان يقام غدا الاحد ، يعتقد انها لا تنطوي على إيحاءات سياسية ، ونجزم أن قرار رئيس الجامعة ( ان كان قراره) لاينطوي على بعد سياسي ، لانه إن كان كذلك ففيه حرج للموقف الرسمي الاردني، المفترض ان الجامعة جزء منه ، وهو موقف استند الى ادانة سياسية قاسية وقتها صدرت عن الخارجية الاردنية، وقت ان قررت كوسوفو افتتاح سفارتها في القدس .

وبعيدا عن اللغط الذي شهدناه وما نزال ، وقربا من فرضية حسن النوايا لدى ادارة الجامعة ، من نافلة القول أن الشهادات الفخرية تمنح من جامعات وازنة، لزعامات سياسية ، كنوع من التكريم ورد الجميل لمقابل قدمته هذه الزعامات للجامعات ، او اقرارا بنهج معين تنتهجه هذه الزعامات في الادارة السياسية على الصعيد العالمي ، والتاريخ حافل بمثل هذا الشان ، بجوانب مادية أو سياسية ، أو اجتماعية ، وهو ما لم تطلعنا عليه جامعة اليرموك كمسوغ لقرارها منح آغا الشهادة ، لياتي قرارها بمثابة استفزاز لكوادرها ومؤذ للمشاعر الوطنية ، بل ولقضية الأمتين العربية والإسلامية الاولى ، ويتوقع أن تكون له ارتدادات عكسية عليها ، بعد أن شرع أكاديميون بالتواصل مع شخصيات نيابية ورسمية استنهاضا لها ضد هكذا تصرف .

اليرموك التي سجلت رقما قياسيا عالميا في عدد من أدارها من الرؤساء ، ( 4 رؤساء ) في غضون ست سنوات ، يبدو أن ملفاتها الشائكة ، ماليا وإداريا ، وأكاديميا ، بات ملجأ من يتولاها ، الهروب من تداعيات وانعكاسات هذه المشاكل ، نحو قضايا يمكن أن تطغى على التلكؤ في معالجة وإدارة هذه الملفات ، لكن هذا الهروب على ما يبدو أنه ” قفز من الدلف إلى تحت المزراب “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى